المقالات

السيد رئيس الوزراء (21) :أمانة بغداد


حسن كريم الراصد ||

 

نعم أنك تبذل جهدا استثنائيا وتحاول أن تغطي جميع ملفات الخدمات العالقة ولكن عليك الانتباه على قضية جدا مهمة وهي القوانين التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطن ومثلما عالجت قضية الغرامات المرورية ورسوم المراجعات فعليك مراجعة قوانين أمانة بغداد الكيدية التي سنت في عهد النظام الدكتاتوري لمعاقبة شريحة معينة من الفقراء وحرمانهم من التوسعة وبناء دورهم  ومازالت سارية بعد عقدين على التغيير للاسف الشديد .. 

دوائر الأمانة مازالت تعمل بقوانينها التعسفية المتمثلة بفرض غرامات لا تتناسب مع المخالفات تصل الى ملايين الدنانير دون العودة للقضاء او لحكم يراقب تلك الغرامات . فالامانة هي الحاكم وهي الجلاد الذي يستدرج المواطن للمخالفة باجراءات شيطانية مثل صعوبة الحصول على أجازة بناء او ترميم ووضع شروط تعجيزية أمام المتقدم بطلب الاجازة وكشوفات ميدانية تافهة لا فائدة منها غير أبتزاز المواطن من خلال الضغط عليه بعامل تأخير الزمن .

ذلك ادى الى عزوف المواطن عن تقديم طلب أجازة بعدما شعر ان ذلك يبدو شبه مستحيلا وبعدما أيقن أنه سيدفع في كل الاحوال . فدوائر الامانة وضعت تلك القوانين وتعمدت التاخير لأجبار المواطن على التخلي عن طلب الاجازة وليتم أبتزازه من خلال لجان تفتيش تجوب شوارع الفقراء تبحث عن كومة رمل وطابوقات يريد ان يبني بها غرفة فوق السطح ليزوج ولدا له تعدى سن التزويج من العوز او فتح بابا آخر من داره بعد أن قسم داره لنصفين بعد أن كثرت العيال وكثرت معها المشاكل  وهنا تبدأ المساومة مع فرق التفتيش ليضطر لدفع الغرامة والا يهددونه بان يهدمون ما بنى بالشفلات ويقيدون عليه مخالفة يدفعها عاجلا او آجلا وهذه المخالفة ثمنها باهض جدا تصل الى الملايين ...

هذه القوانين التعسفية التي تعود لزمن القهر الصدامي منعت التطور العمراني لطبقة الفقراء والجأتهم الى الاراضي الزراعية التي لا تشملها تلك القوانين ولا قوانين الضريبة التي ينطبق عليها نفس الكلام بعدما صارت بارقام فلكية ولا تظن أنها تجبى لخزينة الدولة بل لابتزاز المواطن الذي يخير بين دفع 15 مليون مثلا كضريبة اصولية وبين ان يدفع 5 ملايين كرشى ( ونسد الموضوع )  !!

هذه القوانين غير خاضعة للنقض ولا التمييز وليست هنالك جهة قضائية تخفف او تلغي تلك الغرامات او الضرائب .  ولو سألت المسؤول عن اداراة امانة بغداد عمن سن هذه القوانيين ووضع تلك الارقام لاخبرك انها قوانين قديمة طورها الأمناء ورفعوا سقفها بشكل كيفي ودون رقابة ولا تشريع ..

هذا الامر يحتاج لجان متابعة وبأشرافك شخصيا فلم يعد الامر يحتمل أستمرار سطوة موظفين بلا ضمير لا ينظرون لمصلحة البلاد ولا يهمهم حال المواطن الفقير بل جل ما يهمهم وضع القوانين التعسفية الظالمة ليتم أجبار المواطن على المخالفة ومن ثم دفع الرشا للتخلص من الغرامات الباهضة ولو اردت التأكد من هذا الامر فتحرى عن الفترة التي يستغرقها طلب أجازة البناء وستجد العجب ...

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك