المقالات

لماذا لا نغرد؟!

1094 2023-04-16

مازن الولائي  ||

 

حفيدتي التي بدأت تنطق بصعوبة الكلمات لكنها تلفظ كلمة "خالو" بوضح مشوبة بنكهة الطفولة والبراءة.. وجدتها تضع فمها الصغير على القفص والغريب البلبل لم تخيفه حفيدتي واستمر يغرّد! وكأن عالم الجمال سنخ عالم البراءة ومن نفس القماشة.. وعند اقترابي منها شاهدتها تريد السؤال ولما دنوت منها لافهم ما تريد وإذا بها تقول خالو لماذا لا نغرّد؟!

كأن السؤال صفعة لوعيي؟! وكيف استنتجت هذه المعادلة؟! وهنا أخذتُ عقلي والخيال لفسحة الجواب الذي لا أدري كيف أوصله لها؟! لكني انزلتها منزلة العقلاء وقلت يا روح خالو وقلبه نحن غير العصافير! ونختلف عنها في كثير من التفاصيل، أولها الجمال ونشره مهنة وفطرة لهذا المخلوق الغير ملوث! وهو لا يرتجي من نشر الجمال مالا كما أغلب من يدعون نشر الجمال! فالبعض لص مسعور حتى في جمال مزيف! شعرت أنها تفهم الكلام لأن عيونها الصغيرتان كادتا تخرجان من رأسها مددت يدي على رأسها وشعرها الرقيق يحكي نعومتها، قلت مهلا مهلا عيانك عندي أغلى من أي شيء يا أروع ( نَفَهَ ) ونَفَهَ تعني الحفيدة بلغة فرنسية الشرق الفارسية.. يا قلب خالو العصفور من أهم صفاته لا يكذب تبسمت وقالت انا لا اكذب هل أنا عصفور قلت بلى الآن أفضل من عصفور لكن ستكبرين وتنتزع منك صفة الصدق لأن من علامات أنك كبيرة هو الكذب ولو بنسبة! حزنت وكادت تبكي! والعصفور لن يغير في مهمته ولا يتلون أو نشعر منه المصالح، والوصولية، والتزلف، أو "النفاق" آه وما أخطر النفاق! ثم أن الأشياء كلما صغرت ارتفع ثمنها كما هي الؤلؤة وحبات ألماس! ولا عبرة بحجم الأشياء وظهورها أن لم تحمل في جوانحها حب التواضع والتغرّيد بلا فرض المثمنات! وإلا من وهب كل هءا الجمال يعّرف أن يضع آلية لأخذ العوض! فهل رئتنا التي نتنفس بها بثمن؟! ولو كانت تلك الرئة بثمن كم سعر النفس الواحد!؟ ولو شاهدتي من يضعون عليهم قناع التنفس ونسبة الأوكسجين تنخفض حتى ٤٠% هذا بكم هو أو من يراه من أحبابه يشتري له نفس من أجل أن يعيش!؟ ومثله من يصاب بعجز الكليتين! ومن يصاب بالمرض الخبيث اعاذ الله كل من يقرأ ويسمع بحوارنا بحق محمد وآل محمد عليهم السلام.. وكم سعر الحب تلك النعمة العظيمة وكم سعر العاطفة وكم سعر عشق الحسين عليه السلام وكم وكم ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) النحل ١٨ . لكنه وهبها بالمجان ليعلمنا العطاء بلا أن ننتظر العوض ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة ٢٦١ . ومع ذلك هذا المخلوق - الإنسان- الذي لم يدفع إيجار جسده يعمل كل المعاصي ويرتكب بما وهبه رب العزة والكرامة والمطلع المآثم والموبقات والجرائر حتى في شهر رمضان! فهل ترين يا حفيدتي أننا نشبه ذا المخلوق الصغير الكبير في عطائه؟! رجعت تنظر للعصفور بإعجاب وشغف ورجع العصفور يثني على نظراتها بالتغريد الكثير..

 

v    القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..

 

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك