المقالات

قصيدة ابن أبي الحديد المعتزلي في مدح الامام علي(ع)


هادي خيري الكريني ||

 

ابن ابي الحديد هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني الحكيم الاصولي، مؤلّفٌ فاضل وأديبٌ ومتكلّمٌ معتزلي.*

القصيدة مكتوبة على ضريح الإمام علي صلوات الله عليه 

قد قلت للبرق الذي شق الدجى**فكأن زنجيا هناك يجدع

يا برق إن جئت الغري فقل له**أتراك تعلم من بأرضك مودع

فيك ابن عمران الكليم وبعده**عيسى يقفيه وأحمد يتبع

بل فيك جبريل وميكال وإسرا**فيل والملأ المقدس أجمع

بل فيك نور الله جل جلاله**لذوي البصائر يستشف ويلمع

فيك الإمام المرتضى فيك الوصي**المجتبى فيك البطين الأنزع

الضارب الهام المقنع في الوغى**بالخوف للبهم الكماة يقنع

حتى إذا استعر الوغى متلظيا**شرب الدماء بغلة لا تنقع

هذي الأمانة لا يقوم بحملها**خلقاء هابطة وأطلس أرفع

تأبى الجبال الشم عن تقليدها**وتضج تيهاء وتشفق برقع

هذا هو النور الذي عذباته**كانت بجبهة آدم تتطلع

وشهاب موسى حيث أظلم ليله**رفعت له لألاؤه تتشعشع

يا من ردت له ذكاء ولم يفز**لنظيرها من قبل إلا يوشع

يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن**خوض الحمام مدجج ومدرع

يا قالع الباب الذي عن هزها**عجزت أكف أربعون وأربع

ما العالم العلوي إلا تربة**فيها لجثتك الشريفة مضجع

ما الدهر إلا عبدك القن الذي**بنفوذ أمرك في البرية مولع

بل أنت في يوم القيامة حاكم**في العالمين وشافع ومشفع

والله لولا حيدر ما كانت**الدنيا ولا جمع البرية مجمع

علم الغيوب إليه غير مدافع**والصبح أبيض مسفر لا يدفع

وإليه في يوم المعاد حسابنا**وهو الملاذ لنا غدا والمفزع

يا من له في أرض قلبي منزل**نعم المراد الرحب والمستربع

أهواك حتى في حشاشة مهجتي**نار تشب على هواك وتلذع

وتكاد نفسي أن تذوب صبابة**خلقا وطبعا لا كمن يتطبع

ولقد علمت بأنه لا بد من**مهديكم وليومه أتوقع

يحميه من جند الإله كتائب**كاليم أقبل زاخرا يتدفع

* وُلِدَ  ابن أبي الحديد المعتزلي في غرة ذي الحجة سنة 586 هـ/ 1190 م، وتوفي في جمادي الاخرة من 656 هـ/ 1258 م، وعمرُه سبعون سنة، ولد ومات في بغداد.

له تصانيف عديدة اهمها: شرح نهج البلاغة في عشرين مجلداً، وقد احتوى هذا الشرح على مالم يحتوِ عليه كتاب من جنسه، وقد صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي.

وله تصانيف أخرى، وأما أشعاره فكثيرة وأجلها وأشهرها: القصائد السبع العلويات، نظمها في صباه وهو في المدائن في سنة 611 هـ.

 

·        كاتب مختص بالاحصاء والمال والاقتصاد والسياسة

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك