المقالات

صنمًا يداس و دكتاتورًا يقطع الأنفاس ؟؟


مرتضى الركابي  ||

 

 في يوم ٢١ اذار عام ٢٠٠٣ هو يوم بداية الحرب على العراق من الجانب الاميركي وحلفائه كانت القنابل الاميركية تنهال على مواقع مختارة من العراق فيما كانت القوات الاميركية والبريطانية تعبر الحدود الكويتية-العراقية متوغلة الى عمق الاراضي العراقية.

في التاسع من نيسان كان "صنم" صدام في ساحة الفردوس يتهاوى، وتدوسه اقدام العراقيين الفرحين بسقوط الرجل الطاغية الدكتاتور حينما اختفى في الحفرة قطع أنفاسه خوفا من ان يعثر عليه يبقى هذا الفعل وصمت عار في تأريخهم الاسود

 وهو الذي دام حكمه ٣٥ سنة من الظلم و الجوع وأشد انواع الانتهاكات بحقهم وأدخلهم  في حروبًا مع  جيرانه وبالخصوص الحرب الطائفية مع الجارة إيران ولكن وبعد زمن طويل ومعناه انتهت هذا الحقبة البعثية

إذن يشكل يوم التاسع من نيسان انعطافة تاريخية ومصيرية كبرى في الوجود العراقي الذي يعد قلبا للشرق الأوسط وللعالم العربي والإسلامي في هذا اليوم سقط الصنم وطويت صفحة سوداء في تاريخ العراق السياسي امتدت على مدى ثلاثة عقود ونصف العقد لتبدأ صفحة جديدة في حياة العراقي الذي شعر لأول مرة بحريته واخذ العراق يستعيد مواقعه الدولية بعد أن فقدها جراء سياسة النظام السابق

ما أراده هذا النظام  المسخ هو تحويل الهوية الأصيلة لبغداد الى مرتع للأفكار البعثية واماكن للفساد و اللهو بعيداً عن الثقافة والاصالة والفكر والأبداع ، وتحولت ساحات بغداد الى تماثيل و جداريات تمجد الصنم بدلاً من أن تمثل هذه النصب تاريخ العراق وحضارته

واصبح الصنم  هو الابداع الفني الوحيد الذي ملأ شوارع و مساحات بغداد إذن علينا ان نجعل من هذا اليوم يوم سقوط الصنم عبرة لمن يعتبر وان التاريخ لا يرحم الطغاة وان الاصالة تبقى  في رموز  شامخة لا تتغير مع مرور الزمن

ولكن للاسف إن بعض هؤلاء المتملقين، الذين لا زالوا على قيد الحياة، لا زالوا يطبلون ويهللون لولي نعمتهم هدام ، ويزعمون  بأنه كان شجاعاً. لكن، حين تتابع سيرة حياته وهو في سدة الحكم، وكان لديه جيش جرار، وأجهزة مخابرات متعددة، وحزب أصبح تابعاً لشخصه، تجده إنساناً يتظاهر أمام كامرات شاشات التلفزة بالشجاعة، لكن في واقعه وحقيقته كان مجرد رجل عصابات لا يملك  ذرة من الإنسانية كل همه السلطة والتسلط فقط

لو نعمل مقارنه بسيطة بين  القائد العسكري السابق لكروات البوسنة سولوبودان برالياك، الذي ابتلع السم شامخا دون خوف ولا جبن، اما الجبناء مثل هدام هم بشر بهيئاتهم ولكنهم من حيث الواقع هم جرذان نهايتهم في المجاري والحفر تحت الأرض يختبؤون

 هكذا كانت نهاية صدام لأنه لا يملك ما تتطلبه الرجولة من شرف وخصال حميدة، فهو من أبناء صعاليك الصحراء شاربي دماء البشر عندما يكونون كثرة على قلة, وآكلي الجراد عندما يكونون على حقيقتهم

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك