المقالات

انهم ينثرون الدوامات ونحن نضحك ؟!

1406 2023-03-10

زيد الحسن ||

 

حرف الهاء هذا الحرف المنقذ لنا اصبح استخدامه في مواقع التواصل اكثر من باقي الاحرف بالف مرة ، ونجد هذا الحرف مكرراً لعشرات المرات في التعليق على تصريحات السادة المسؤلين ،مرسوماً بحسرة ( هههههههه ) ، ليعبر عن ضحكة محروقة .

اخر تصريح رسمي يقول ان الامن الوطني يعرض اعترافات مهرب عملة ، ومتلاعب باسعار الدولار ، وهذا التصريح كان يفترض ان لا ينشر من قبل الحكومة ابداً ، والسبب انه اعتراف بفشل كبير وليس نصراً لجهاز حكومي ، فلم ينتهي تهريب العملة ولم يتوقف التلاعب بالاسعار بعد مسك احدهم ، الدولاب يدور والفساد اكبر مما نعتقد ونسمع ، والمسبب معروف والسارق على مستوى عالِ من النبل ، والحصانة تغطيهم حد اذانهم ، ولن يقطع لهم ذيل ولن ينتهي لهم عمل ، لانهم ببساطة علية القوم .

واكثر من ناله حرف الهاء ومطولا ( ههههههههه) هو تصريحات الدوائر ذوات العلاقة حول تنفيذ حزمة اصلاحات وتحسين رواتب المتقاعدين ، المتقاعد في كل مكان يصرخ من سنين طوال معلنا مظلوميته ، وجميع الحكومات اصدرت تصريحات ( فقط ) بنصرته ، لكن بقيت مجرد تصريحات تحصد الملايين من الضحكات الساخرة مسخدمة لحرفنا المبجل بكثرة ، وحال المتقاعدين من سيء الى اسوء ، فبئس هذه الاصلاحات التي لا روح فيها ولا امل .

بعد كل جلسة برلمانية ، ينتظر الشعب العراقي من برلمانه تشريعات تشفي الصدور العليلة ، وتنقذ مابقي من اخضراً لم يمت يأساً ، واذا بالسادة يخرجون بتشريعات لا شأن لنا بها من بعيد او قريب ، واخرها الطيور المهاجرة ، ومن لايصدق ، فليراقب جلسات البرلمان لهذه الدورة ، ويخبرنا عن تشريع واحد نال الشعب منه مبتغاه ، انهم يبحرون في بحر الكمال والنرجسية ، انهم يبنون مثالية عالية ، ولايحسبون انفسهم في عراق جريح يعاني الاختراقات واليباس والتصحر والجوع والحرمان ، شعورهم بالشبع والتخمة افقدهم الاحساس بواقع الحال ، وتصريحاتهم هي الاخرى مؤذية جداً ، وحرف الهاء لها بالمرصاد .

من ذا الذي يستطيع ان يقنع العراقي بأن ساسته حكماء ؟ بعد ان فقد كل امل وانقطعت خيوط الرجاء في اصلاح او يقظة ؟، من ذا الذي يستطيع ان يثبت ان العراق يمكنه استرجاع عافيته وان شعبه سيرتاح يوماً في ظل هكذا ادارة للازمات صناعها اهل بيتها ؟، اكيد الان لم يعد احداً يستطيع فعل شيء ،واكيد ان من يقول أنا لها سيضربه حرف (الهاء )مطولاً لاننا جربنا جميع اصحاب العضلات والشهادات والشعارات ، حتى انهم يوم توليهم العروش كانت شعورهم سوداء وقد شابت منهم الذوائب وما زالوا لنا يقهرون .

لو ارادت الحكومة النجاح عليها محاربة الدوامات التي يرشقها علينا اصدقاء الحكومة ، فمن بين صفوفهم تأتي الازمات ، ومن بين اضلع الساسة يتم الاختراق ، ومن بين جنبي الاحزاب يعبث السراق ، المواطن مغلوب على امره ، وكل ما يملكه هو حرف ( هههههه ) ، حين يسمع التصريحات .

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك