المقالات

الحرمين الشريفين، ومطلبُ التحرير..


كوثر العزاوي ||

 

حينما نريد التفكير بواجب الدفاع، علينا أن نستحضر الاعتقاد بحرمة إهانة المقدسات الإسلامية أولًا،

ونستنفر جميع أدوات الدفاع، ثم

ننتقل بأذهاننا إلى أن وجوب الدفاع عن كل مقدسات الدول الإسلامية، إنما هي ضرورة واجبة، بما في ذلك الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى والعتبات المقدسة في دول المحور الإسلامي الذي يضم الاغلبية المسلمة ومن جميع المذاهب فيما إذا تعرّضت لأيّ انتهاك لاسمح الله، حتى نصل إلى حقيقة، أنّ ثمة أولوية في حال المزاحمة بين الضرورات حسب معطيات المرحلة،

ومن هذا المنطلق، والعالَم يَشهد ماعليه الحرمين الشريفين من خرق وتدنيس وإزالة الحواجز أمام اليهود 

مما حدا بالاخوة في اليمن أن  يحشّدوا لحملة إسلامية رسالية من منطلق الإيثار والغيرة!، تسعى إلى استنفار القوى والطاقات لتحرير المقدسات من بني سعود بعد استحصال الموقف الشرعي والانساني من علماء الأسلام والمرجعيات الدينية، تحت شعار:

{تحرير المقدسات من بني سعود وتدويل إدارتها بين المسلمين}

ونحن بدورنا نعلن دعمَنا لهذا المطلب النبيل الذي أعلنه الاخوة الاحرار من يمن الخير والمقاومة، ولعل خير سلاحٍ، هو تكريس الطاقات الإعلامية وتحفيز الأقلام الحرة الغيورة، فهي الأكثر تأثيرًا وفاعلية في مرحلة التصدّي على ربوات الساتر الثقافي، وأنّ الباعث على ذلك إنما جاء على إثر الدور الذي يلعبه بني سعود من حيث التمادي والاستهتار والعَبث في بيت الله الحرام، فلا فرق بينهم وبين اولئك اليهود الذين يحتلون القدس الشريف، غير أن بني سعود زادوا على عَبثهم بأسم الأسلام عبَثًا، بأن استغفلوا الضمائر واشتروا الذمم على كافة المستويات الدينية والسياسية والاعلامية للترويج لهذه العائلة القذرة مدنَّسة الاصلاب والأرحام، وتصويرهم للعالم على أنهم وكلاء الله في خلقهِ وحماة لبيتهِ الحرام.

والواقع انّ كل ذلك حَجْبٌ للحقيقة التي تحكي منتهى الإجرام والإساءة إلى حرمة الكعبة المشرّفة والبيت الحرام، بدءًا بمحو كل الآثار التي ترتبط بتاريخ آل محمد "عليهم السلام" التي تثبت أحقّيّتهم بالنزاهة والخلافة، مرورًا بتحويل بيت النبوة والمعالم التي تُطلّ عليها إلى مرافقَ عامة أو حجبها عن الانظار بيافِطات متنوعة لتبدو أماكن استثمارية عامة! حتى اندثرت آثار الرسالة المقدسة، وصولًا إلى إقامة الحفلات الماجنة على الارض المقدسة وفسح المجال أمام البغايا من كبار اليهود وحاخامات الصهاينة، لتصبح مكة البلد الحرام منتجعًا لها، تصول وتجول به مدنِّسَة أرض الرسالات وبموافقة ذلك الصبي العاهر ابن سلمان!!

إضافة الى انتهاكات فاضحة اخرى، عندما أقدَم ازلام بنو سعود بتلك الممارسة التعسفية بحق إمرأة يمنية أثناء تأديتها مناسك العمرة وتلفيق التُهمٍ الكاذبة ضدها مما أدى إلى سجنها ظلمًا لمدة عام حسبما نُشر في الأخبار، فضلًا عن مضايقة الكثير من الحجاج المعارضين للدول الحليفة لبني سعود والتعرض لهم واحتجاز البعض ثم تسليمهم لدولهم، وهذا مايتنافى ومنهج الإسلام الذي يدّعون، بل يُعَدّ أبشع انتهاكًا على مستوى الإنسانية في شهرٍ حرام وبلد حرام!

أليس كل ذلك يؤكد أن لاحرمة لبيت الله الحرام في فقهِ بني سعود!!  مادامت الحرب قائمة على الشعوب المستضعفة في فلسطين واليمن،

ما يعطي المبرر إلى ضرورة سحب الثقة والحصانة من بني سعود  لإدارة الحرمين الشريفين وإنهاء سيطرتهم على حركة الحجاج وتقويض حقوقهم وحريتهم الدينية!!

وعليه: فلا أقلّ من أن يحشّدَ المسلمون طاقاتهم بهدف الدفاع عن الحرمين الشريفين من خلال دعم هذا المطلب المشروع عسى أن تفضي هذه الصولة إلى سحب الحصانة ومصادرة الثقة عن هذه العصابة المتهتكة في إدارة الحرمين  الشريفين، والله من وراء القصد

 

١٣-شعبان١٤٤٤هج

٦-آذار ٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك