المقالات

زيفُ المحاكمات الصوريّة..!!


كوثر العزاوي ||

 

المرأة العراقية الزينبية في قاعة محكمة الثورة سيئة الصيت:-

أصطفَّ عددٌ من الفتيات والشباب، في قفص الإتهام في قاعة محكمة الثورة، وبدأت المحاكمة بشكل صوري بعد التعنيف والترويع، فلم يكن ثمة دفاع ولامحاميًا، إنما الجميع بنظرِهم متّهَمون ومحكوم علينا مسبقًا بالموت أو السجن لسنوات لاتنقص عن السبعة أعوام فصاعدًا، لانملك حق الدفاع أو حتى مجرد الكلام! "يسأل الحاكم: هل انت بريء ام متهم؟، فأن قلت بريء اخذ  يكيل مختلف العبارات النابية والألفاظ البذيئة التي تكشف عن زيف حقيقة أخلاقهم القذرة!! وإن قلت نعم انا متهم، قال: ها قد اعترف المجرم فلان أو فلانة بما ثبت من جرائمٍ قام بها أثناء التحقيق، وعليه اصدرت المحكمة العادلة بالحكم عليه/ عليها ب...." وعلى هذا النمط المجحف من المحاكمة الجوفاء الزائفة ذهبت قوافل من خيرة الشهداء ظلمًا وعدوانًا!! وكل جريمتهم أنهم رفضوا وعارضوا مبادئ البعث السفاح ووقفوا بوجه نظامه الشوفيني القوميّ العنجهيّ المتعصب،

كان الحاكم آنذاك هو المجرم اللواء "مسلم الجبوري" وقد أصدر أحكامه الظالمة حسب المواد بتهَمٍ مختلفة منها مايأتي على ضوء الاعترافات التي تُنتَزَع من المعتقلين أثناء التحقيق وجولات من التعذيب الوحشي الأهوج، أو بطريقة التلفيق عندما يعجَزوا عن تحصيل اي اعتراف من بعض المجاهدين حد اليأس،  فكانت التهم كلها تصبّ في مصبّ واحد وهي تهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامي(العميل) بنظرهم، وكان من بينها أحكامًا بالإعدام شنقًا على قسم من الشباب والشابات ومنهم الاخت المجاهدة: "عواطف الحمداني" وزوجها، فيما توزعت الأحكام الاخرى حسب مواد قانونية صورية جائرة مابين الإعدام والمؤبد والسبعة أعوام مع مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة حسب القرار الجائر.

- بعد مغادرة قاعة المحكمة أخذونا إلى"سجن الرشاد /القسم الثالث السياسي" فيما أخذوا الرجال إلى سجن أبي غريب أيضا في الأقسام السياسية.

وماأن وصلنا إلى سجن الرشاد/غرب بغداد، وكان الوقت عصرًا في يوم قائض شديد الحر، جميع الفتيات تمشي بوهنٍ وقد بدا الضعف في كل جارحة منهن، حتى كأننا نسينا كيف يمشي الآدميّ، لِما حملت أجسادنا عذابات شتى، فحتى أقدامنا لم تنتعل مااعتادت عليه، فضلًا عمن بقيت حافية القدمين، لنبدأ مرحلة اخرى بعد

شهور من التنكيل والعذاب لنحطّ الرحال بلا متاع ولامؤونة من قوت أو كساء، مجهولي الأثر من قِبل الأهل والمعارف! وكان ماكان في سجن الرشاد!!

 

 

٨-شعبان١٤٤٤هج

١- آذار٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك