المقالات

الناس على أبواب الساسة..!

1106 2023-02-22

ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

منذ الأزل والناس تعقد آمال وجودهم على من يمثلهم أو من ينوب عنهم في بقاع الأرض أينما كانوا، وبغض النظر عن معتقداتهم وإنتمائهم وأعراقهم، فالجميع خاضعون لمن يملك السلطة او القوة عى الأرض، وتختلف طبيعة السلطة ونوعها عن غيرها من مكان إلى مكان آخر، وذلك حسب الظروف ومراحل الحياة التي يمر بها البشر ..

ومع مرور الزمن وتعقيداته الذي رافق حياة الانسان، تغيرت معه المفاهيم والقيم، و تغير معها  أيضا سلوك الإنسان ومتطلبات حياته في العيش والبقاء، وصار للسطلة دورا كبيرا في التحكم بمصير الناس، فالسلطة ومن يمثلها هي التي تقرر كل شيئ فيما يخص حياة الناس سواء أرادت أن تزجهم في الحروب وتجعل منهم وقودا لكي يبقى الحاكم أو الأحزاب المتنفذة في السلطة، أو ترويض الناس وإذلالهم وحرمانهم من خيراتهم على أرضهم والتي وهي ملكا لهم وليست حكرا لفئة الحُكام أو سلطتهم ..

وشواهد التاريخ كثيرة عبر الأزمان حيث دفع الأنسان بحياته من إجل أن يبقى الحاكم متربعا على كرسي السلطة خصوصا ما حدث في أرض الرافدين، والشواهد تشير إلى  قهر السلطة لإرادة الإنسان وسلب حريته وهو يسعى إلى إستنفار طاقاته لخدمة لبناء وإعمار البلاد في المجالات الإقتصادية والثقافية والخدمية، وقد رافق ذلك تراجع كبير في بناء الإنسان رغم وجود الثروات والخبرات التي تميزت بها البلاد عن دول أخرى ..

وكان تماما يحدث العكس على هذه الأرض، وذلك بسبب إشغال الناس بهمومهم وحاجتاهم المعيشية، وإلهائهم وتجهيلهم كي يطول وقوفهم على أيواب الساسة، ينشدون من إجل الحصول على رغيف الخبز، وهم على وفق ذلك صاروا يتحولون  إلى وقود تحترق في أتون الحروب والأمراض والصراعات المصطنعىة من إجل بقاء ساسة السلطة المتمثلة بأسماء وعناونين كبيرة أبهرت الناس بشعارتها ثم خيبت آمالهم ..

وكل حقبة زمنية تشهد تسَّيد مجموعة من ساسة السلطة وتأتي اخرى لتلعن ما قبلها، وتكشف عن بطشها ونهب خيرات الناس على أرضهم، وهكذا يتناوب الساسة على السلطة والناس أيضا يتنابون بالوقوف على أبوابها، فمنهم من يمجدون ويهتفون أو يشتمون، وغيرهم من يتظاهرون ضد أقدارهم التي قذفت بهم على  هذه الأبواب من دون أن يأخذ الناس الموعظة والدروس لما يحدث لهم لإصلاح حالهم وإختيار من يمثل رغباتهم في الحياة الحرة الكريمة على أساس الإخلاص للوطن لا غير ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك