المقالات

باقر الحكيم جوهر المقاومة


ظاهر العقيلي

تكتب سير وتواريخ الشعوب والامم عادة المواقف الفذة والبطولية الشجاعة لقادتها الذين يتصفون باوصاف ومعان خاصة تميزهم عن بقيه ابناء جلدتهم فنجد بان هنالك شعوب ومجتمعات تمتاز وتتباهى وتتقدم عن غيرها بقادة شجعان مميزين في كل شيء وبطبيعة الحال وبما ان الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر فان من هؤلاء البشر ينبري قائد عظيم تحيط به جموع المؤمنين يتصف باوصاف يكون فيها قدوة ورمز وان كل ما للتاريخ من حركة إنما هو فى جوهره توثيق لحركات قادة المجتمع البشري .

وفي العراق وعلى امتداد تاريخه الحافل بالعطاء المقاوم والدم الطاهر الزكي في مقارعة الانظمة الديكاتورية والاحتلال فقد شهدت ازمنته انبثاق وبروز قادة اسلاميين شجعان وعلماء ثوريين افذاذ شهد لهم القريب والبعيد وسجلت لهم مواقف العز والشموخ في المقاومة ومقارعه الظلم والاستبداد ومن جملة هؤلاء القادة العلماء القادة الذين تألق نجمهم وسطع عاليا في سماء الجهاد والتضحية هو سماحة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ( قده) ذلك الطود الشامخ الذي كان ولا يزال له الفضل الكبير في خلاص الشعب العراقي من براثن التسلط البعثي الدموي .

ان تميز الشهيد الحكيم وشخصيته الثوريه عن بقيه القادة والمراجع لم تاتي من فراغ على العكس بل كان لذلك جملة من المقومات الشخصية والميدانية والعقلية والروحيه اضافة الى بصيرة الدين والهدف والعقيدة والثورية التي كان يتميز بها سماحته فالشهيد الحكيم اصبح قائدا ميدانيا ثوريا ومرجعا روحيا ودينيا بحكم عطاءه وبذله الغالي والرخيص من اجل تحرر الفرد والشعب من الحكم العبودي التسلطي .

لعب الشهيد الحكيم دورا عظيم ومهم ومفصلي في مسيرة وتاريخ العراق المعاصر فحمل هموم شعبه رغم ما عاناه من ويلات وحرب نفسية وجسديه وعائلية وتهجير وملاحقه من قبل سلطة البعث الكافر فنقل للعالم ماساة شعبه ومظلوميته وبين للمجتمع العربي والدولي جرائم نظام البعث العفلقي ضد ابناء الشعب العراقي في حين كان العراق عبارة عن سجن كبير من جنوبه لشماله وتحت رحمه الجلادين .

فتكمن اهميه ودور شخصية شهيد المحراب بانه قائد وعالم ثوري اسلامي في وقت عز فيها الجهاد والقادة وفي مرحلة مفصليه وحساسه من تاريخ الشعب العراقي فالحكيم اعطى روح الثورة لابناء العراق المقاومين على مدى عقود من الزمن وجعل جذوتها مشتعله ولن تنطفىء مما انعكس ايجابا على واقع المقاومة ضد اعتى نظام فاشي عرفته الانسانية وهو نظام البعث الصدامي الكافر .

الشهيد الحكيم رغم المضايقات الدولية التي تعرض لها في وقتها ورغم وجود دعم لامحدود لنظام صدام المجرم من قبل امريكا والغرب ودول الخليج لكنه استطاع اثبتت شخصيته الثوريه وحجمه المقاوم في الساحة العراقية وذلك يعود لانه كان مع الله وفي طريق الحق الالهي وطريق سيد الشهداء الامام الحسين ( ع) .

ان ما اسسه الشهيد الحكيم من ركائز مقاومة وجهاديه هي التي جعلت للمقاومة الاسلامية في العراق وجود على الارض وبكل قوة لانه كان جوهر الثورة ومنيرها ورمزها الروحي والذي تغنى به المجاهدين والابطال وهم في ساحات مقاومة البعث الكافر طيلة عقود من الزمن .

دول الاستكبار العالمي وايتام البعث الكافر لم يروق لهم ان يروا الشهيد الحكيم قائد اسلامي في العراق يقود الشعب نحو الرفعه والتحرر والعطاء والجهاد فعمدوا على وضع خططهم الشيطانية الخبيثه لاستهدافه والقضاء على مشروعه الاسلامي الثوري في العراق والذي رسمه بتضحيات كبيره وعظيمه لا تقدر بثمن وفعلا حصل له ما ارادوا لان بطبيعة الحال القادة المجاهدون يستشهدون على ايدي شرار الخلق لتكون له درجات اعلى واكبر عند ربهم العظيم .

( وينه الحاربك وينه ... صدام النذل وينه ) عبارة قوية ومعبره اطلقها الشهيد الحكيم هزت كيان البعث الكافر واذنابه العملاء قبل ان ينهي حياته الشريفة المباركة مجاهدا ومدافعا عن وطنه ودينه .

أن الأحرار والقادة والعلماء المجاهدين المدافعين عن وطنهم يأتون دائما فى الوقت المناسب والعصيب ويحتفظ لهم التاريخ بالكثير من العبر والمواعظ ولكن رحيلهم يعز على الخيرين والشرفاء والمقاومين كذك شهيدنا الحكيم سيبقى صفحة عز وفخر تعز على الابطال والمجاهدين وعطاء دمائم ومنار للمقاومة الاسلامية البطلة فهو لم يموت لان القادة العظام اصحاب المبادىء لا يموتون فهم مشروع مقاوم بطولي وثوري قائم ما بقيت الليالي والايام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك