المقالات

المهدي عجل الله فرجه والاديان الاخرى


حسين التميمي ||

 

الحديث عن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، هو التغيير الحتمي على وجه الأرض بأكملها، من الظلم الى العدل، ومن الباطل الى الحق، وهو موجود ذكره في كل الاديان، والمعتقدات المتواجدة في العالم. 

الحاكم المخلص للظلم في اخر الزمان، ليس معتقد شيعي وحسب، بل تحدث عنه كل الاديان الأخرى، وقالوا في كتبهم ومعتقداتهم، ان هناك منقذ للبشرية يأتي اخر الزمان، وهو القائم من ال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام، نشير إلى بعض ما ورد في العهد القديم (التوراة و الإنجيل) مما يؤكد ما قلنا، رغم التحريفات التي طالت الكتابين كقول (الصديقون يرثون الأرض إلى الأبد، أما الأشرار فيبادون جميعاً عقب الأشرار ينقطع) وايضاً (ثبت للقضاء على كرسيّه وهو يقتضي للمسكونة بالعدل ليالي الشعوب بالاستقامة) ثم يقول: وإنما الذي عندكم تمسكوا به، إلى أن يأتي من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية، فسأعطيه سلطاناً على الأمم، فيرعاها بقضيب من حديد، كما تكسر آنية من خزف، وأعطيه كوكب الصبح.   

جاء هذا في الديانتين اليهودية والمسيحية، أما إذا تطلَّعنا إلى المجوس، فإنهم أيضاً يعتقدون برجوع إنسان باسم بهرام، أما الزرادشت فإنهم يعتقدون أن قوى الشّر ستُغلب آخر الأمر، ويكون مصيرها الفناء، بعد أن يمر العالم بأربعة عهود، طوال كل منها ثلاثة آلاف عام، يسيطر فيها على التوالي أهورا مزدا وأهرمان، ويومئذ ينتصر الحق في كل‏ مكان، وينعدم الشّر فلا يكون له من بعد وجود، ثم ينضم الصالحون إلى أهورا مزدا في الجنّة، ويسقط الخبيثون في هوّة مظلمة، يُطعمون فيها أبد الدّهر سُمّاً زُعافاً.

البراهمة (الهنود) أيضاً يعتقدون بظهور (كرشنا) على ما يدّعون، وحتى أن الماركسية تؤمن وتصرِّح، بأن البشرية في سيرها هذا، سوف تمرّ بمراحل إلى أن تصل إلى مرحلة السعادة القصوى، التي تسود الأرض كلها، ويستفاد من بعض كلمات الفلاسفة الغربيين، أمثال "كانت" (أن البشرية سوف تصل، إلى مرحلة من المراحل في نهاية مطافها، إلى مجتمع بشري سعيد، لا ظلم فيه، ولا فساد، يسوده العدل) يعني كل الديانات لديهم عقيدة بوجود هذا المخلص الكل  بدون استثناء، وكما يقول احد العلماء "إن القضية المهدوية من القضايا الأساسية في الإسلام، ولا ينفرد بها الشيعة دون سواهم، وإنما تذهب الفرق الإسلامية بجمعها، إلى أن المهدي عجل الله تعالى فرجه من النسل الطيّب الطاهر لرسول الله صلى الله عليه وآله وأنه سيملأ العالم قسطاً وعدلاً وسيظهر لإقامة دين الله وبسط الحق، كما ويعتقد غير المسلمين على نحو أو آخر، بمستقبل مشرق للبشرية يتحقق من خلال القضية المهدوية.

تبيّن من كلام العالم الجليل سابقاً، ومن الحديث في الديانات الأخرى، أن المسألة المهدوية هي قضية عالمية و إنسانية، حيث أن المسلمين بكافة مذاهبهم، يجمعون على ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه في آخر الزمان، وقد كثرت الروايات في خصوص المهدي‏ عجل الله تعالى فرجه، إلى حد يطمئن له الإنسان، ويتيقّن أن هذه الروايات قد نطق بها رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق الأمين، والأئمة من آل بيته عليهم السلام.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك