المقالات

منذ متى عشت مترفاً ؟!

1212 2022-12-29

زيد الحسن ||

 

يقول اهل الدراية و العلم ان الترف هو مجاوزة حد الاعتدال بنعمة ، أو الإكثار من النعم التي يحصل بها الترف ،والمترف هو من أبطرته النعمة وسعة العيش ، وألهته عن طاعة الله، فتراه حريصاً على زيادة أحواله وعوائده ، ساعٍ إلى بلوغ الغاية في حاجات الذات الحسية فقط ، ناسياً كونه انسان .

لن اتحدث عن الازمان التي سمعت عنها ولم اعشها ، بل الفترات التي رأيتها بأم العين ، الفترة الاولى هي فترة الزعيم عبد الكريم قاسم ، ولن ادخل بتفاصيل ان كان عادلاً او ظالماً ، فقط مايهم في مقالي  هذا ، عندما اراد الزعيم التوسعة عن الشعب ومنحهم ماهم بحاجتة ، منح قطع اراضي سكنية للجميع ، وكانت من نصيب الفقراء القطع الاصغر مساحة وذوات الشوارع الضيقة ، والتكديس للناس داخل المناطق الممنوحة لهم ، كمثال مدينة الصدر ، واما الاغنياء  ممن هم اساساً اهل الترف لهم الاراضي الواسعة اضعاف مساحات اراضي الفقراء ، وشوارع مناطقهم واسعة ايضا ضعف شوارع البسطاء ، ومثال ايضا منطقة زيونة ، انا هنا اذكر ان هذا لايسجل منجزاً و تكريماً للناس بل هو حق المواطن على وطنه ، ولا منة لاحد على الشعب .

تلتها فترة الانقلابات التي لم يحصل الناس على شيء سوى عض الانامل ، حتى استلم البعث المقبور السلطة ، واول اعماله هو التركيز على تثبيت دعائم الحكم ، واعتقد الناس ان الحكومة تعمل من اجل مصالح الشعب ، ولوحظ في هذه الفترة قسم من البناء و شق الطرق في وقت لم يكن يمتلك الفقير مداساً يلبسه ، وايضا احتسبت هذه الفترة مكرمة و منة على الشعب ، حتى تزعم قائد الضرورة الحكم وادخل الشعب في متاهات  الحروب  ، وايضا عانى بسطاء القوم المعاناة كلها ، واغتنى من اغتنى من العوائل التابعة لزمرة النظام ، وبقي الفقير يجر اذيال الخيبة .

هنا علينا الانصات جيداً ، فترة زوال الظلم و الظالمين ، فترة تسليم الحكم للمناضلين ، فترة تسليم السلطة للمغيبين في المهجر ، فترة امساك زمام الامر بيد اصحاب التأريخ الشريف الناصع ، استبشر الناس ، وبدأت الاحلام ترفرف عاليا و ذوات سقوف اعلى من الغمام ، وطال الانتظار وبدأ اليأس يدخل في النفوس المتعبة المرهقة ، وللاسف نسف الجميع خصال الجميع و احلامهم ،( نسف الساسة ) احلام الشعب ، ونسف الشعب ايمانه بتاريخ و نضال الساسة .

اليوم اصبحت لطبقتنا السياسية صورة جديدة ، صورة مقززة جداً ، تاريخهم لم يعد يعني شيئاً ، نضالهم كان كذبة ، ثقافتهم وتعليمهم في بلدان الحضارة مزيف ، هم ادوات الهدم ، هم لديهم  واجب واحد محدد ، تجويع الفقراء ، وقد نجحوا نجاحاً باهراً ، اذن ( صه ) ايها الشعب ، فأنت لم تكن مترفاً في اي يوم من الايام ، والترف كل الترف للسياسي و صاحب الحزب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك