المقالات

متى نشعر بأبوة الدولة؟!ّ


إنتصار حميد ||

 

‏السلوك المجتمعي ظاهرة تراكمية؛ تشكل نمطا معينا، من التعاطى مع كل مظاهر الحياة الاجتماعية، وتلعب طبقات معينة  الدور الحاسم فى تجذيره، وتحديد معالمه وتوجيهه وفق منظومة محددة، تتحكم فيها تلك المجموعات، بفعل امتلاكه االقدرةعلى خلق واستحداث آليات اخضاعية، تذعن لها القاعدة العريضة من المجتمع، وإن كانت عكس إرادتها وطموحها. غالبا ماتكون عكس مصالحها، التى تتضاءل أمام مصالح القلة المتحكمة، التى أتاحت لها ظروف معينة، فرصة صياغة الواقع والتحكم فيه، عن طريق المال أو السلطة او هما معا؛ وتبعا لدرجة الإنحراف الحاصل، بفعل تحكم المصلحة الذاتية الضيقة، تتحدد سماكة الجدار العازل، الذى يحجب الحقائق عن رأس هرم السلطة، كي لايحدث تغيير يعرض مصالح الفئة المذكورة سالفا للخطر.

تتخذ هذه الفئة وسائل متعددة، وطرائق قددا، لمنع حدوث اتصال اومد جسور، بين القاعدة العريضة من المواطنين والسلطة.

من تلك الوسائل؛ محاولة  السيطرة الكلية، على وسائل الاعلام الرسمية، والأجهزة الإدارية التي تمثل عين الحاكم المفتوحة على الشعب، بهدف نقل صورة زائفة عن الواقع المعاش، بحيث يتصور الحاكم، أن الكل يعيش حياة مخملية، بفعل السياسات المنتهجة، التى لا ينفذ منها غالبا، سوى الجانب الذى يشكل مصدر ثراء، واستفادة للطبقة المتحكمة، أي الثالوث المتحكم، (رأس المال-؛ المتنفذون ؛القوى التقليدية).

لقد أدى تراكم سياسات السلط المتعاقبة على الحكم، عقب التغيير الكبير في نيسان 2003، والتى امتازت فى معظمها، بعدم الجدية فى التعاطى؛ مع مصالح خط الأفق للمجتمع، الذى يمثل السواد الأعضظم منه ،

  وبدلا من ذلك انصب اهتمامها، على تقوية مصالحها، وحماية الذات الشخصية والحزبية والفئوية، وترسيخ دعائم قوتها والسيطرة على مصادر الثروة، بكل الطرق الممكنة، وتسخير موارد الدولة لهذا الغرض، فوجد النفعيون ارضية خصبة، لدق اسفين بين السلطة والشعب، باستخدام  كل الوسائل المتاحة.

لقد شهدنا حجبا لحقائق، ومحاولات لتكميم الأفواه، وتنمية المسلكيات المنافية لقيم الفضيلة، كالأنانية والتزلف والمحاباة والنفاق السياسي، إضافة إلى العمل على حرف الجهاز الإداري، وجره إلى مستنقع الفساد، وابعاده عن الاهداف التى أنشئ من أجلها، ليتسنى لهم تسخيره لخدمة اهدافهم، التى على رأسه،ا امكانية التحكم فى الجهاز التنفيذي، وتوجيهه ومن خلاله؛ السيطرة المطلقة على مقدرات البلاد، والاستحواذ عليها.

المحصلة في ؛ 2023قد اصبح تفكيك هذه الطبقة وتجاوزها، من الصعوبة بمكان، إن لم يدخل فى حيز المستحيل، الشيء الذى يجعل تجاوز هذه الفئة؛ والقضاء عليها، يتطلب كثيرا من الحيطة، ورجاحة العقل والابتعاد عن الانفعال والتبصر، وهذا ما يعين أن يعيه المخلصين، فيبدأوا  بتوأدة وتبصر، وبخطوات محسوبة، لتحطيم الحواجز التى شيدت فى وجه التغيير،  والعودة إلى الطريق القويم، وإعادة تأسيس الدولة على أسس صلبة، وترسيخ مفهومها وإقامة العدل والمساواة، ونبذ التفرقة والقضاء على الشرائحية المقيتة، وذلك  بالإنصاف والتوزيع العادل للثروة، وإشعار المواطن بأبوة الدولة.

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك