المقالات

أيادٍ علنية وخفية تعرقل عمل الحكومة

1628 2022-12-17

واثق الجابري ||

 

دون شك ،ان ما يحصل من  إنجازات لا يتناسب مع ما يُعرَض من طموحات وآمال وقوانين وقرارات وتعليمات.

هكذا الحديث عن مشروع الفاو الكبير   والدولار والكهرباء والخدمات، ليس بمختلف عن بقية العروض.

حدثونا عن حجم استراتيجية المشاريع، وأهميتها بالنسبة للعراق، وتأثيرالميناء على موانيء وتجارات دولية، وعلاقات سياسية ومنافعه التي لا تقتصر على مردودات مالية  مباشرة من الميناء، بل منعكسات ذلك على الاقتصاد العراقي، وتشغيل  ما لا يقل عن 100 ألف عامل ،ودور عالمي استراتيجي للعراق، والكهرباء بمعالجة ملفات فسادها وتحسين خدماتها، بما هي من تحدٍّ، وعلاقة مباشرة بالحياة اليومية، والدولار  بما له من انعكاس سلبي على الطبقات الفقيرة  التي هي ضمن أولويات الحكومة.

 يبقى الحديث  يدور في حلقة الامنيات، مالم تكن هناك استراتيجية وفلسفة سياسية تتناسب مع حجم الأهمية،  وتطبيق جملة قوانين وتشريعات وقرارات، في عادتها تبدأ بإجراءات، توصف  بالجادة الاّ أنها تتبدد بمرور الوقت، حتى أن بعض القوانين لا تطبيق لها على أرض الواقع، بل  في أحيان كثيرة من يخالفها هم في هرم المسؤولية، وهذا ما يقود الى  قناعة واقعية بأن هناك أياديَ خفيّةً  تجعل من القوانين حبرًا على ورق، وتضع المواطن في جملة إحباطات.

  ساد اعتقاد، وكما يبدو أنه جمعي لدى معظم المواطنين،  إن هناك منهجية لعرقلة العمل الحكومي، منها من تعمل لدوافع سياسية وحزبية،  وأخرى لتحقيق مصالح خارجية، حينما تعرقل عمل الدولة، والفساد ليس بعيدًا عن هذين الاحتمالين،   وإن أقررنا أن بعض الفساد سياسي وحزبي وشخصي، فلا نستبعد أن يكون الفساد لتحقيق دوافع خارجية، وبذلك يسود لدينا اعتقاد إن هناك أيادٍ خفية تغلغلت في معظم مفاصل الدولة ولا تريد لها النهوض، وإنْ اعتقدت أو فعلت لأسباب سياسية فهي بالنتيجة تؤدي الى انعكاساتها السلبية على المواطن الذي ينتظر أبسط الخدمات الحكومية، بل يأمل أن ينجز مشروع الفاو الكبير ويعود العراق الى أدواره المحورية  على المستويات الاقليمية والدولية.

الكهرباء هي الأخرى لم تتحسن خلال عهد الحكومة الحالية، سوى في أول أيام  التشكيل، ثم عادت الى واقعها السيّئ، رغم أن وزارة الكهرباء تقول إنها أضافت 1000 ميگا واط ليصل حسب قولها الى 24 ألف ميگا واط، من واقع حاجة فعلية تصل الى 30 ألف، وبذلك من المفترض أن لا يكون القطع  أكثر من 5 ساعات!..  أما الدولار فهو في ارتفاع، وذريعة الحكومة بإيقاف سوق العملة والمصارف التي تهرب الأموال، وهذا غير مقنع؛ وكيف تستطيع  أربعة مصارف التلاعب باقتصاد دولة!

 في هذه المقدمات، كأن القناعة تترسخ أن هناك أياديَ خفيّةً، ما تزال تتغلغل في الدولة وتحاول أن تفرض إرادتها، وترسم طبيعة السياسة التي  تناسب  سعيها للتمكن من مفاصل الدولة كلها، لكن الذي  يقلق الشارع  العراقي، أن تكون هذه الأيادي عادت للعمل مرة أخرى بقوة ،مستغلة الوفرة المالية،  ويزداد القلق أن تكون هذه الأيادي من تلك التي نظن أنها ستنجز ثورة إصلاحية، وتتجاوز الاختبار الذي وضعت فيه؟!.وكما يبدو أن فعلت ذلك فلن تكون خفيةً بل أيادٍ علنيَّةٌ تعرقل عمل الدولة، بل في الحالين، ومن المفترض أن لا تكون مخفية في عين الحكومة، التي ينتظر منها الشارع ان  لا تحابي طرفاً، يعرقل بهذه الأفعال عمل الحكومة فهي أيادٍ عدائية.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك