المقالات

ختم أسود..!


لمى يعرب محمد ||

 

برغم ما مرت من أحداث وتموجات، ومشاهد على الساحة العراقية، ماضيا وحاضرا، يبقى اسم "العراق" له وقع وصدى عند الشعوب، وهذا ما لامسته ولاحظته بأم عيني، وأيضا برغم تلك المواقف والوقائع التي جرت على مر التاريخ، والمشاهد التي تعتصر القلب ألما وحسرة، يخرج منها البلد في كل مرة بجراح يتعافى منها بصعوبة تارة وبثبات تارة أخرى، نحن في حالة طوارئ يوميا، يثير فيها حب الانتقام من رمزية العراق، وسلسة حلقات المسلسل المتتالية والمعد لها مسبقا لإسقاط هذا الاسم، بكافة نواحيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت ولا زالت هدف ممنهج لفكر يتربص به كل من يبغض العراق ومفاده "لا يحظى هذا البلد بأي استقرار".

لم يكن العراق يوما (دولة مصطنعة) تحمل ختما أسودا يثير الشبهات والقلق، وان توالت عليه حكومات مشتتة ضعيفة المحتوى مرتبطة ارتباطا عبوديا بخيوط العناكب السامة، أسهمت في تشويه صورته أمام بقية البلدان، فبالتالي فهم لن يستطيعوا أن يضربوا اسم  بلد عظيم وتاريخ ممتد إلى آلاف السنين، سذاجة الأغلبية سياسيا وإعلاميا فرض على العراق حصارا لا إنساني، ينهش من جسمه تفاصيل متعددة وبشكل مستمر، المشاكل في بلدي بالجملة تتحكم بها أياد خفية ومصالح دول عظمى .

لا يقتصر كتابة هذا المقال اليوم على ما حدث من رفض فريق كوستاريكا أن يختم جوازات سفرهم بختم دولة العراق، بقدر ما أريد أن أوضح إن لهذه المواضيع جهات مختصة كفيلة بتسويد كافة الصفحات والمحاربة، سواء أ كانت بالعالم الحقيقي أم بالعالم الافتراضي، ولو استعراضنا الظلم الذي لحق بالعراق _ولا داعي بنا أن نعود إلى التاريخ_ وليتم التركيز على الظلم المعاصر، وبالتأكيد لا نستطيع احتوائها جميعها في هذا المقال الذي لا نهاية لعباراته لان الماسي كثيرة من أن تعد وتحصى، استصعبت بها الكتابة فهذه مهمة متشعبة وجراحاتها غائرة لها ألف جرح وجرح، ولكن لابد من الإشارة عن أهمية احتواء الإحداث المتواترة وإيجاد الحلول والمعالجة السريعة، ما زال بلدنا يلتمس منا تعبيد الطريق وسط ظلمات حالكات يتم التدبير لها مسبقا.

سلام عليك يا عراق السواد، يا موطن الأنبياء ومرقد الأئمة الأطهار، سلام على المنابر والقباب، سلام عليك يا أرض الشهداء، سلام عليك وانت ترتدي ثياب الصبر، وتعلم انك في النهاية من ستختم بختمك الأسود جباه الطغاة.

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك