المقالات

كش ملك مات الوزير

1277 2022-09-18

قيس النجم ||

 

"الجاهل من يعثر بنفس الحجر مرتين" مقولة لسقراط، والجهلة في بلادي يعثرون عشرات المرات، بل ويفتخرون أنهم موالون لهذا الحجر، او لذاك الصنم.

 السياسة في جميع الدول هي فن الممكن، إلا في العراق فقد أصبحت فن المستحيل؛ إنها الحقيقة وليست تهكماً او نكايةً، منذ أن جلب الامريكان لنا الديمقراطية التي صدعوا بها رؤوسنا، حتى صار العراق لقمة سائغة يقتات عليه غالبية دول الجوار، بحجة أمنهم القومي، وعلى حساب أرواح العراقيين.

الغريب في الأمر أن سياسيينا لا يدركون ما يجري في العراق، حتى أمسوا مجرد اوثان لا حول لهم ولا قوة؛ متناسين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم، عندما تعثر بهم الجهلاء، وانتخبوهم مرة أخرى، والعراق أوصاله تتقطع وهم يتفرجون!

ما يحزن القلب أننا نسمع التهديد والوعيد دائماً، وحرباً شيعية شيعية بين الاخوة الاعداء؛ وشعار هذه الحرب هو محاربة الفساد والمليشيات المنفلتة، وعدم الولاء للعراق، "والتنابز فيما بينهم بألقاب صنعوها بأنفسهم كـ (الجوكر والذيل والوهابي والناصبي والبعثي) ألقاب لم تخطر ببال الناس البسطاء في عراقنا العظيم، غايتها التسقيط والعمالة والخيانة العظمى، مما جعلنا نعيش بلا استقرار ولا أمان، وجروحنا تنزف بلا توقف، والعراقيون يحصدون فشل الاختيار!

إذا اجتمع زمرة من الأغبياء، فانهم يسيرون ضمن مبدأ اضرب وأهرب؛ ساسة خونة مع سبق الإصرار والترصد، عندما أصبحوا كزوجة أبي لهب، وجمعوا الحطب وبدأوا يحرقون العراق به؛ بسبب صراعاتهم السياسية على المناصب، والحفاظ على مكاسبهم وكراسيهم، ومصالحهم الضيقة، وسكوتهم المقصود، رغم كل هذا تجدهم يدعون أن ولائهم للعراق، وشعاراتهم الكاذبة المزيفة، أصبحت مثل وجوههم التي تلّبسها الشيطان، وأنساهم الحديث الكريم (كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته).

كل الأوطان لديها مشاكل، لكن ساستها يجتمعون متكاتفين يداً واحدة، حتى يجدوا الحلول لها؛ إلا العراق، حيث أصبحت مشاكله مكاسب للأحزاب والكتل، وعلى حساب الوطن والمواطن، هل نحن عقلاء عندما نتخلى عن مسئوليتنا، ونتهاون فيها؟! أليس هؤلاء الساسة اخطر علينا من الدواعش؟! لأنهم يحملون الحطب بكل وقاحة، ويرمونه فوق نار حرب أهلية "لا سامح الله" ويمهدوا الطريق لنشر الرسالة الشيطانية، التي يسعى إليها أعداء العراق.

ختاماً: أصبح السياسيون بيادق في رقعة الشطرنج العالمية، وقدموا الولاءات والتنازلات لأسيادهم في الدول التي تسعى لتدمير العراق، من خلال بيادقها، ولكن ليعلموا أن العراق وشعبه لاعبون محترفون، وسيأتي اليوم الذي يقول فيه "كش ملك مات الوزير" ليعود أفضل من الأول بكل شيء.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك