المقالات

كش ملك مات الوزير

1211 2022-09-18

قيس النجم ||

 

"الجاهل من يعثر بنفس الحجر مرتين" مقولة لسقراط، والجهلة في بلادي يعثرون عشرات المرات، بل ويفتخرون أنهم موالون لهذا الحجر، او لذاك الصنم.

 السياسة في جميع الدول هي فن الممكن، إلا في العراق فقد أصبحت فن المستحيل؛ إنها الحقيقة وليست تهكماً او نكايةً، منذ أن جلب الامريكان لنا الديمقراطية التي صدعوا بها رؤوسنا، حتى صار العراق لقمة سائغة يقتات عليه غالبية دول الجوار، بحجة أمنهم القومي، وعلى حساب أرواح العراقيين.

الغريب في الأمر أن سياسيينا لا يدركون ما يجري في العراق، حتى أمسوا مجرد اوثان لا حول لهم ولا قوة؛ متناسين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم، عندما تعثر بهم الجهلاء، وانتخبوهم مرة أخرى، والعراق أوصاله تتقطع وهم يتفرجون!

ما يحزن القلب أننا نسمع التهديد والوعيد دائماً، وحرباً شيعية شيعية بين الاخوة الاعداء؛ وشعار هذه الحرب هو محاربة الفساد والمليشيات المنفلتة، وعدم الولاء للعراق، "والتنابز فيما بينهم بألقاب صنعوها بأنفسهم كـ (الجوكر والذيل والوهابي والناصبي والبعثي) ألقاب لم تخطر ببال الناس البسطاء في عراقنا العظيم، غايتها التسقيط والعمالة والخيانة العظمى، مما جعلنا نعيش بلا استقرار ولا أمان، وجروحنا تنزف بلا توقف، والعراقيون يحصدون فشل الاختيار!

إذا اجتمع زمرة من الأغبياء، فانهم يسيرون ضمن مبدأ اضرب وأهرب؛ ساسة خونة مع سبق الإصرار والترصد، عندما أصبحوا كزوجة أبي لهب، وجمعوا الحطب وبدأوا يحرقون العراق به؛ بسبب صراعاتهم السياسية على المناصب، والحفاظ على مكاسبهم وكراسيهم، ومصالحهم الضيقة، وسكوتهم المقصود، رغم كل هذا تجدهم يدعون أن ولائهم للعراق، وشعاراتهم الكاذبة المزيفة، أصبحت مثل وجوههم التي تلّبسها الشيطان، وأنساهم الحديث الكريم (كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته).

كل الأوطان لديها مشاكل، لكن ساستها يجتمعون متكاتفين يداً واحدة، حتى يجدوا الحلول لها؛ إلا العراق، حيث أصبحت مشاكله مكاسب للأحزاب والكتل، وعلى حساب الوطن والمواطن، هل نحن عقلاء عندما نتخلى عن مسئوليتنا، ونتهاون فيها؟! أليس هؤلاء الساسة اخطر علينا من الدواعش؟! لأنهم يحملون الحطب بكل وقاحة، ويرمونه فوق نار حرب أهلية "لا سامح الله" ويمهدوا الطريق لنشر الرسالة الشيطانية، التي يسعى إليها أعداء العراق.

ختاماً: أصبح السياسيون بيادق في رقعة الشطرنج العالمية، وقدموا الولاءات والتنازلات لأسيادهم في الدول التي تسعى لتدمير العراق، من خلال بيادقها، ولكن ليعلموا أن العراق وشعبه لاعبون محترفون، وسيأتي اليوم الذي يقول فيه "كش ملك مات الوزير" ليعود أفضل من الأول بكل شيء.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك