المقالات

اللا مكفول دستوريا..!

1352 2022-09-05

حمزة مصطفى ||

 

ليس ثمة أمر لم يكفله الدستور. تقصد دستورنا؟ لا دستور جمهورية ملاوي. عبالي. لماذا انت "دايخ". احتمال اباؤهم المؤسسون صمموه هكذا. هل من الممكن تضرب لي بعض الأمثلة؟ بكل تأكيد. مثلا تريد  ارنب اخذ 66 غزال. تريد غزال اخذ كل ارانب حديقة الزوراء اذا بقي فيها ارنب يعتب عليك. التظاهرات كفلها على داير المليم. ماعليك سوى ان تختار جسر اوساحة حتى "تجودر"عليها. ابدا ماكو أي مانع. لماذا؟ الدستور يكفل ذلك. تريد تعتصم براحتك.لا احد يتحارش بك. كيف؟ لعلك لاتعلم ان الدستور كفل حق الاعتصام السلمي. قلت سلمي؟ نعم.عندك شك؟ ابدا والدليل قبل أعوام قلائل كان لديهم تظاهرات واعتصامات دفعوا من أجل عيون هذا الدستور مئات الشهداء والاف الجرحى. وحين تتأسف على كل هذه التضحيات ياتيك الجواب المريح حتى لا تدوخ نفسك ان التظاهر مكفول دستوريا. وحين تسأل عن الضحايا وهم بالآلاف " يباوعون" عليك شزرا وهم يهزون ايديهم استخفافا بما تقول قائلين والله عبالنا عندك " فد شي". وهل مقتل وجرح الالاف يعد مجرد " فد شي". لن يتأخر الجواب عليك. من قتل وجرح كل هؤلاء هو " الطرف الثالث". بمعنى اخر يقولون لك بنفس نظرة الاستخفاف والاستهزاء انت غشيم. نحن نتظاهر ونعتصم سلميا لان الدستور كفل لنا ذلك. لكن النتيجة هناك ضحايا باتوا يتكررون في كل تظاهرة واعتصام. وهل تحميل الطرف الثالث مسؤولية ما يحصل يبرر الاستمرار في التظاهر او الاعتصام طالما يوجد طرف ثالث حتما يتحمل المسؤولية؟

بقطع النظر عن أحقية التظاهرات من عدمها فإن السؤال الذي يمرغل نفسه قبل الطرح هل التظاهرات او الاعتصامات بصرف النظر عن الساحة او الجسر الذي تقام عليه هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لبناء الدولة؟ وهل حل البرلمان او الدعوة إلى انتخابات مبكرة او تشكيل حكومة او محاسبة احد تستدعي دوما النزول الى الشارع ؟ أليست هذه القضايا وغيرها مما يدخل في شؤون الدولة والحكم والخطط والتخطيط ميدانها موائد المفاوضات وإجراء المزيد من الحوارات والمبادرات مثلما يجري في كل الدنيا. بصراحة ملت الساحات والجسور التظاهرات والاعتصامات دون ان تسهم اية تظاهرة او اعتصام في حل اي مشكلة وآخرها الاستحقاقات الدستورية. ألم يمل الداعون الى التظاهرات والاعتصامات هذه الطريقة وهذا الأسلوب في محاولة فرض الارادات؟ ألم يقتنعوا ان الحل يكمن فقط في التنازل عن سقوف الطموحات العالية التي تتناقض مع السياسة وهي مفردة مشتقة من كيفية سياسة الخيل التي اشتق منها السائس او السايس وصولا الى السياسي الذي الذي يفترض بالدهاء وحده " يوديك للشط ويرجعك عطشان".

المصيبة اننا صرنا نعرف نتائج كل تظاهرة او اعتصام مسبقا والى متى تستمر وكيف ومتى تنتهي. لماذا؟ لانها بكل صراحة لا هدف سياسي لها. بل العكس تماما. هي تعني نهاية المسار السياسي قبل ان يبدا اصلا. لماذا لان المادة الوحيدة العاملة في دستورنا والتي يتمسك بها الجميع هي تلك التي تكفل حق التظاهر. اما بقية المواد تعال " اخذ لك جرخلة". المادة ١٤٢ لا تعمل. بل ولدت ميتة. المادة ٦٤ ميتة سريريا. المادة ٧٦ نايمة ورجليها بالشمس. المادة ١١١ حايرة بزمانها. المادة ١٤٠ " لاني لهلي ولاني الحبيبي". المادة ٣٨ تهي بهي. بقي امر واحد شديد الخطورة وهو ان الشئ الوحيد غير المكفول لدينا هو .. الدستور.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك