المقالات

المختار الثقفي والبشارة..!

2160 2022-08-20

د.أمل الأسدي ||   لا أدري  كيف نشأ لدي هذا التصور، أو من صوّر لي هذا الأمر منذ الطفولة؟! كنت  أتصور أن  يوم" فرحة الزهراء"يوم مرتبط بالمختار الثقفي، وحين كانت أمي تزيح السواد وتغيره، وترفع الرايات عن مكانها، وتعيد ترتيب الأثاث كما كان قبل المجالس الحسينية، وذلك في  يوم التاسع من ربيع الأول، كنت أظن أن هذا اليوم  هو اليوم الذي ثأر المختار  فيه من قاتلي الإمام الحسين(ع)؛ لذا سُمي بـ"فرحة الزهراء" واننا نفرح فيه لفرح الزهراء(ع)، وحين كبرت وتمكنت من البحث، علمت أن مناسبة "فرحة الزهراء"  مرتبطة بالإمام الحجة (ع) ومع ذلك بقيت الفكرة الأولی تفرض سلطتها عليّ، الملفت في الأمر أن مقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص كان في التاسع من ربيع الأول عام ٦٦هـ، قتله المختار الثقفي(رض)، وحين رأی الإمام السجاد(ع) رأس عمر بن سعد قال: (الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي، وجزى الله المختار خيرا )؛ لذا  بقي لدي اسم المختار يرتبط بالبشارة والنصر والفرح، وماذا بعد قول الإمام الصادق(عليه السلام): (ما امتشطت فينا هاشمية، ولا اختضبت، حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين) ؟!  ثم مسلسل المختار الثقفي الذي  فرض  سلطته علی المتلقي إلی حد المواظبة علی مشاهدته، وبالنسبة لي أصبح مهيمنا آخر يضاف إلی  المهيمنات السابقة التي تخص المختار، فله سلطة  علی التصور الذهني، فبمجرد أن يُذكر اسمه، ترتسم صورة البطل وملامحه ومنطقه، وتنادينا  البشارة  من أعماق السنين، ويركض النصر نحونا مناديا: تمسكوا بي!! ويعلو الخطاب القرآني((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) مهيمنا ثابتا، ويفرح السياق بتقديم خبر كان(حقا) معلنا حتمية النصر،ومبينا عظمة الجهة المتبنية لعملية تحقيق النصر للمؤمنين (علينا)  وانظر الی فخامة الـ( نا) الممتدة نحو السماء،الدالة علی المتكفل بالدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، فلاحظ التراتبية والتسلسل:  ١- كان(الفعل المتحقق) ٢- حقا(  موضوع الآية،الحتمية الواجبة التحقق،خبر كان مقدم) ٣- نصر المؤمنين( نصرُ المؤمنين: اسم كان مؤخر، وهو مضاف والمؤمنين: مضاف إليه) أي أن السياق أثبت الحتمية،ثم أورد الجهة المتكفلة، ثم بشّر المؤمنين بالنصر!  وهنا...لا يمكنني أن أتخيل شخص المختار الثقفي مجردا من دون نصرٍ وبشارةٍ آنية ومستقبلية!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك