المقالات

امان الشمر للعباس، وأمان إسرائيل للأمة..!

2095 2022-08-09

د. علي الطويل ||   ذكرت روايات أصحاب المقاتل ان عبيد الله من ابن زياد أمانا للعباس وعبد الله وجعفر وعثمان بني أم البنين قبل يوم عاشوراء ، حيث عرض غلام عبد الله الأمان عليهم، فقالوا: أمان الله خير لنا من أمان ابن مرجانة. و تكرر المشهد في يوم عاشوراء كذلك،إذ  أقبل شمر بن ذي الجوشن حتى وقف على معسكر الحسين (عليه السلام) فنادى بأعلى صوته: أين بنو أختنا عبد الله وجعفر والعباس وعثمان! بنو علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال الحسين (عليه السلام) لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه من أخوالكم. فنادوه فقالوا: ما شأنك وما تريد؟ فقال: يا بني أختي! أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين (عليه السلام)، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية! فقال له العباس بن علي: تبا لك يا شمر! ولعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا، يا عدو الله! أتأمرنا أن ندخل في طاعة العناء ونترك نصرة أخينا الحسين (عليه السلام)!؟ قال: فرجع الشمر إلى معسكره مغتاظا.    في هذا الموقف العظيم تجلت  عظمة بصيرة ابي الفضل وشجاعته ووقوفه على المبدأ بابهى صورها، فهذه الوقفة هي وقفة الفارس الشجاع، الثابت الايمان والعارف بطبيعة عدوه، ، لقد سجل التاريخ هذا الموقف باحرف من نور، أصبح العباس صاحب البصيرة والإيمان، نبراسا لكل مجاهد في ساحات القتال حيث  يثبت، عندما  يبدل  العدو الجبان، الذي يخشى المواجهة، القتال بالخديعة والمكر،   وظل هذا الموقف يتكرر في كثير من حوادث التاريخ عندما تدور دائرة الصراع رحاها بين الحق والباطل، فكم شخصية عظيمة لم تاخذ العبرة من موقف العباس عليه السلام فتخلت عن مبدأيتها بسبب انسياقها وراء الأمان الماكر  الذي يمنحه الأعداء خبثا وخديعة، واليوم يتكرر المشهد بوضوح تام ، فقد شخص الإمام الخامنئي، ان الشمر تجلى اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث راح هذا العدو يوزع صكوك الأمان الى حكام الأمة، مقابل تخليهم عن قضيتهم، بثمن  ذلك الأمان الزائف، وما ميلهم للأمان، الا تزلزل ايمانهم وفقدانهم للبصيرة، فراحوا يطبعون الواحد بعد الآخر، ويتمسحون باقدام اعدائهم لعلهم ينجون ويسلمون،  فاين نجد  العباس في هذا الزمن؟  يتجلى موقف العباس اليوم في الممانعين الرافضين للتطبيع والمهادنة مع الصهاينة، والثابتين على مبادئهم، الذين لايعطون بأيديهم إعطاء الذليل ولايقرون إقرار العبيد، ولم تضعف ثباتهم  هرولة الناس لأمريكا وإسرائيل لطلب الأمان، بل زادتهم إيمانا وثباتا على الحق، 9/8/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك