المقالات

اين نحن من موقف عمر بن سعد؟

1630 2022-08-08

  عدنان جواد ||   ذكر الدكتور علي شريعتي ان هناك ثلاثة مواقف في واقعة الطف، موقف الحاكم الذي يملك مقدرات الامة، من قوة السلطة، والمال والسلاح، وتحريك الجيوش، والذي يرفض اي احد يعارض حكمه، حتى وان كان ابن نبي، بل قل حتى لو النبي نفسه، فهو يقف ضد الحق ومن يطالب به يقتل ، ومن يسير في ركابه ويشايعه، ويرضى بحكمه، ويقبل بتولي الفاسق الفاجر الحكم، يحصل على العطايا والمنح والمزايا والمناصب في الدولة، وهذا المنهج سار عليه يزيد بن معاوية، وهذا موقفه واضح وصريح ويعرف مصيره، فهو طلب المكنة والحكم ولا يمكن القبول بغيرها. وموقف اخر ربط صاحبه مصيره ومصير عائلته ومن سار معه به، انهم يطالبون بالحق وتحقيق العدالة والقضاء على الظلم ومحاربته، والاصلاح لمنظومة الحكم الفاسدة، بل اصلاح الدين الذي تم اخفاء معالمه، وتغيير احكامه، فاصبح ابو طالب كافر وابو سفيان مؤمن، والامام علي حاكم جائر ومعاوية حاكم عادل، الى اليوم نعاني من هؤلاء الذين يفضلون المنافقين على اهل بيت النبوة، وهم سبب انهيار الامة الاسلامية فيما بعد امام التتر والمغول، والان امام الصهاينة  والامريكان، والفتن التي تشتعل في كل زمان، فيتم ذبح كل من ينتمي للرسول واهل بيته الطيبين الطاهرين، وصاحب هذا الموقف الامام الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه واهل بيته واخلص اصحابه. وموقف اخر موقف المتحير، الذي يريد الاثنين معاً الدنيا وما فيها من مغانم ، والاخرة ان وجدت وما فيها من جزيل العطاء، فهو يجمع بين الحسين ويزيد، ففي رضا يزيد الحصول على المنصب وملك الري، وفي رضا الحسين كسب الاخرة، وتذكر المصادر التاريخية ان عمر بن سعد بقى متحيراً الى اليوم الثامن، الى ان قرر محاربة الامام الحسين عليه السلام، وقد خسر الاثنين معاً، فلا يمكن جمع المتناقضين ، فاين نحن من موقف عمر بن سعد، فبالنسبة للناس البسطاء، هل نسير حسب منهج الحسين، في الحلال والحرام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، من منا لا يخرق القوانين ، وهل نصلي وندعو عوائلنا للصلاة، هل ندعم الحق ونحن نعرفه حق المعرفة لكن نجامل ونخاف من الباطل وصولته، هل نحافظ على المال العام كما نحافظ على مالنا؟،  الكثير منا متجاوز على شبكة الكهرباء والشارع، لا يلتزم بقوانين المرور ولا بالنظام ويجد المبررات لعمله غير الصحيح، هل يؤدي الشرطي والجندي والموظف في الدولة وما مطلوب منه؟ ، وهل بائع الخضار والفواكه لا يغش في الوزن والنوعية، والصيدلي بالأدوية، والتاجر بالبضاعة المغشوشة ، والكثير من التقصير في حق بعضنا البعض وحق ديننا والتضحية التي ضحى من اجلها الحسين، اما القادة فعليهم مسؤولية كبيرة ، قد تكون مشابهة الى حد كبير موقف عمر بن سعد، فهم مع الحاكم مع علمهم بظلمه، وهم يأخذون العطايا والمناصب من الحاكم ، ويكنزون الذهب والفضة، ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، وكل عملهم القول في اللسان على عكس عمل  الجوارح والابدان، وهم يدعون انهم يسيرون على نهج الحسين ، ولكن عملهم مثل عمل عمر بن سعد ، مرة مع الحاكم الفاسد ومرة أخرى مع الحسين ،  ولو كنا مع الحسين قلبا وقالبا ، وطبقنا الحق وتعاليم الرسول وعلي وأبناء علي ، لما وجدنا هذا الظلم ، والفساد والفقر والحرمان ، وعدم رضا الحاكم على المحكوم وبالعكس ، وانتشار الكذب والغش ، وندعو الله بذكرى استشهاد الحسين عليه السلام الهداية وحسن الخاتمة للجميع.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك