المقالات

العدوان التركي والموقف المطلوب.

1795 2022-07-23

د. علي الطويل ||

 

لاشك أن أي عدوان على أي دولة في العالم، لابد أن يتبعه  رد فعل تجاهه يكون أقوى منه أو يساويه على الأقل ، لكي تتحقق هيبة الدولة ويشعر سكانها بأن هناك من يدافع عنهم ويحميهم. وهيبة الدولة لاتتحقق فقط بالاستنكار والشعب حسب، بل في الدفاع عن البلد وسيادته وحماية أرضه وسمائه ، وعندما يكون هناك عدوان، وحتى لايتجرا الآخرون  لسلوك نفس الفعل تجاه الدولة ، فإن الموقف الحكومي يجب أن يكون قويا وحازما، اما في دولة مثل العراق توزعت ولاءات المسؤولين فيها بين دول مختلفة، وشعور البعض منهم، أن بقائهم واستمرار وجودهم السياسي  يتعلق برضا هذه الدولة أو تلك، فإنه بالتأكيد ستكون هناك مجاملات وتغاضي عما تقوم به دول أخرى من تحرشات واعتداءات، وتركيا "مثال لذلك ، أن أفعال تركيا العدوانية المتكررة والتي تجاوزت ٢٥٠ اعتداء في عام واحد فقط، وبلا رد  من قبل الحكومة، جعلها تتمادى أكثر وأكثر، بل  لم تتردد في إعلان اطماعها في التمدد على الأرض العراقية وضمها إلى تركيا ،وقد ورد ذلك علانية على لسان مسؤولين وصحفيين وناشطين أتراك وبشكل واضح.

أن العدوان التركي الأخير الذي أودى بحياة عددا من العراقيين، وجرح اعداد أخرى كشف بما لايقبل اللبس أن الحكومة العراقية تجامل على حساب الدم العراقي، ولولا ضغوط الرأي العام وادانة الآخرين لهذا الفعل لما اتخذت وزارة الخارجية العراقية اي موقف تجاه ذلك العدوان كما في الحالات السابقة ،كما كشف هذا العدوان أن هناك الكثير من العراقيين، مسؤولين، وصحفيين، وناشطين، وفنانين هم أتراك أكثر من تركيا، فلم تستفزهم دماء العراقيين أو تحرك وطنيتهم ، فراحوا يدافعون عن الموقف التركي، ويبررون الفعل ويهونون الجريمة بلا غيرة أو حمية تجاه أبناء شعبهم الذين سألت دمائهم بفعل هذه العدوان، وكشف كذلك أن النفوذ التركي قد تغلغل في أوساط كثيرة اجتماعية وسياسية وإعلامية وحتى حكومية، وبلحاظ الأطماع التركية المعلنة ، فإن ذلك يشكل خطورة بالغة وتهديدا لمستقبل الدولة العراقية وتماسكها ووحدتها، الامر الذي يتطلب موقف جدي بالتصدي لهذه الأطماع وإعادة النظر بالسياسة الحكومية تجاه هذه الدولة لأجل يقاف هذا العدوان المستمر، والتدخلات الواضحة .

  22/7 /2022

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك