المقالات

خذ الحكمة من أفواه "العقلاء"

1405 2022-07-18

حمزة مصطفى ||

 

نتجنى دائما على المجانين ونثمن مايفعله العقلاء. لاذنب للمجانيين ولا براءة للعقلاء. كل مايجري في عالمنا الراهن هو من صنع العقلاء من كلاص الشربت الى القنبلة النووية. الذي يرتكب الجرائم هم العقلاء. الذي يشعل فتيل الحروب ولا يعرف كيف "يطفيها" هم العقلاء. إذن لماذا حين نريد تبيان الفارق بين العاقل والمجنون نقول "حدث العاقل بما لايليق, فإن صدق فلاعقل له"؟. لماذا نحدثه أصلا بما لايليق؟ ومن يحدد الذي يليق والذي لايليق؟ هل أخذ العقلاء ممن نريد إكتشاف إنهم عقلاء أم مجانين رأينا حين عملوا كذا وكيت مما يصنف في باب الجرائم وبعضها ضد الإنسانية؟ ثم من سمح لنا الإيغال في إهانة ناس كل جريرتهم أن الله سبحانه وتعالى سلب منهم كما نقول "نعمة العقل"؟.

 بالمناسبة ماذا تعني نعمة العقل التي نتبجح بها بينما نفعل يوميا  بل وعلى مدار الساعة  والدقيقة مالايفعله كل مجانين الأرض في ستة قرون؟ هل سمعتم مجنونا إرتكب حادث سير؟ هل سمعتم مجنونا سرق أو زنى أو قتل؟ كل هذه القضايا يرتكبها عقلاء. المصيبة إننا نبرر لهم أحيانا مايفعلون. بل حتى القاضي غالبا ما يأخذ بعين الإعتبار عدة إعتبارات عند إصدار الحكم  منها حداثة السن أو التجربة أو عدم وجود سوابق. مؤخرا دخلت عوامل أخرى في باب مايرتكبه العقلاء من جرائم وهي المخدرات ومايدخل في عالمها. إذا كان عاقلا لماذا يتناول المخدرات؟ لماذا لم نحدثه بما لايليق عن مضار المخدرات ومخاطرها؟ الأدهى والأمر لماذا يزرع أو يصنع العقلاء أنواع المخدرات؟ لماذا يصدرها  العقلاء ويجنون ملايين وربما مليارات الدولارات من وراء تجارتها؟ لماذا يمررها عقلاء المنافذ الحدودية؟ ولماذا يبيعها مع الأدوية منتهية الصلاحية عقلاء البسطيات؟

علاقتنا بالعقل وظيفية وبالعاقل يليق ومالايليق. أما الحكمة إذا أردنا أخذها فمن أفواه "المجانين". علاقتنا مع الآخر العاقل  تطبيقا لمفهوم "الذي يليق والذي لايليق" تقوم على  إنه عاقل مع وقف التنفيذ. ماعليك لكي تثبت كونه عاقلا أم لا سوى الحديث معه بما لايليق. ثم اليس لكل عصر مايليق وما لايليق؟ هل "يليق" مطلع القرن العشرين مثل "يليق" آواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. الذي لايليق آنذاك أصبح يليق الآن وبالعكس. ومن كان لايصدقه كبار العقلاء حتى من بين الفلاسفة بات اليوم يصدقه صغار المجانين ممن نأنف أن نأخذ الحكمة منهم لأنهم لم يبلغوا سن الجنون بعد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك