المقالات

طقوس الظهيرة برفقة الشيخ  الوائلي 

1480 2022-07-13

د.أمل الأسدي ||   حين كانت الجدران تتجسس علينا،تراقب أنفاسنا،كُنّا نرادوها عن عاداتها،فتسلّم نفسها لمشيئة الظهيرة،مختمرةً،طريةً، طيّعةً!! هناك حيث كانت الحياة بقيادة أمهات( معدلات يسون من الماكو اكو) فلابد أن تدبر الأم حالها وتنظم أمور المنزل،وريثما يعود الأبناء من مدارسهم أوكلياتهم،يكون الغداء قد نضج(والجدورة فارن،وريحة العنبر ترست البيت) وبعد أن يُرفع أذان الظهر الذي كُنا نعصر أسماعنا كي يصل الصوت إليها،فتلتقطه أرواحنا وهي تتمنی يوما ما أن تسمعه مدويا،أو أن تراه علی شاشة التلفزيون  متزينا باسم الأمير علي(ع)!! و بعد الصلاة والدعاء بصوت(المعدله) سيدة المنزل:(چفينا شر بني ادام وطفي عيونهم عن وليداتي وويليدات امة محمد،بحق محمد وال محمد) تقف  من جديد قرب الطباخ،ويقف الأطفال حولها( فرگعت للتمن) وامتزجت رائحة العنبر  بالدهن بـ(رائحة اللمپة) هنا شعرت أنها تملك الدنيا،وشعرنا نحن بأن الحياة جميلة وبسيطة، ونسينا تماما الجدران التي تراقبنا!!  أو لنقل: تناست الجدران مهمتها واستسلمت لمشيئة الظهيرة!! فتقول الأم: ـ  شغلي الراديو  راح يطلع الوائلي ـ يمه،شغلته بس صوته مو واضح يوشوش ـ يلة هسة يجي أبوچ وهو  يعرف يضبطه وسرعان ما عمّ الهدوء اللذيذ الشهي،فصمتَ الجميع وبقي صوت الوائلي! صمت الجميع وبقي الوائلي  يربي ويعلم ويؤدب! ... بقي الوائلي ينشر بذور العقيدة،فتنبت فورا مستبشرة مفتخرة! ومازالت  أمي تسكب الطعام من دون صوتٍ يقاطع الوائلي! لكنها تردد: نصوا الراديو لايچفتون علينا!! ويخفَّض والدي الصوت قليلا، وتبحر الأسرة بين جمالين: جمال عالَم الشيخ الوائلي ورحابته،وإسناده ودعمه لنا نحن ـ المستضعفين- الذين  نخفي هواياتنا مقابل أنفاسنا!! وجمال عالَم الأم(المعدله) وأطباقها المطبوخة بمحبة وقدرة تحمل عجيبة،وقدرة إدارة  فطرية!! شكرا لأمهاتنا،شكرا لكل أمٍّ عراقية كانت تقاوم بصوت الوائلي!! وشكرا لكَ، أيها الطقس الخالد، طقس  الظهيرة الممزوج بالعنبر!! مرةً أخری أقولها: وحدكَ أنتَ كنتَ ظاهرةً ممزوجة بالعنبر!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك