المقالات

رباعيات دولة أبو علاوي..!

1504 2022-07-12

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

·        إصبع على الجرح  ..

 

مثلما كناّ رجعنا ونكاد نهوي في قعر المنايا في مقدمة ابن خلدون حيث وصف الداء حينما تمرض الدولة ويصاب رحمها بالعقم فلا رجال ولا رجولة وحين يغطي نجس الرذيلة كل الذكور فلا فحل ولا فحولة .

 وكل الرؤوس  تتخذ القرار وتططأ رقابها تحت الدولار . سكارى من غير خمر ومترفين بلا ترف فلا وطن ولا حياء ولا شرف . مثلما كنا رجعنا وليتنا عدنا لبعض ما كنّا عليه بطاغوت يعرفه الواصف والموصوف ودكتاتور مشخّص معروف . فلا حارس غير الحارس ولا فارس غير الفارس . فالرائد نفس الرائد والنقاص نفس الزائد والقائد يبقى القائد . بل همس ولا تمتمة او كلام . فالحاكم الأوحد فوق الأنعام . ومهندس ام المهازل وجرذ الجحر صدام.

في مفردة من مفردات العودة اعود لأستذكر ما كتبته في العام 2005 عندما كنت في صحيفة الصباح وتم تكليفي بإجراء تحقيق صحفي لمهرجان يعقد في مدينة الكاظمية مقابل جسر الأئمة بحضور رئيس الوزراء , كانت تلك الأيام مليئة بالشحن الطائفي والشوارع مثقلة بإجراءات امنية مشددة .

 توجهت مع المصور المرحوم عبد الزهرة الهلالي وسائق السيارة الاخ ابو حامد . وصلنا الى سيطرة عسكرية تجمع بين الجيش والشرطة على جسر الأعظمية فأستوفني احد العسكريين حينها وكان يرتدي الدرع على صدره والخوذة فوق الرأس والكمامة السوداء والنظارة وفي يده اليمنى بندقيته وفي اليسر جهاز الموبايل الذي كان مفتوحا وثمة صوت نسوي ناعم يصدر منه يدل على انه كان يتحدث  في اتصال هاتفي !!

قال لي العسكري بصوت يجمع بين الشدة والغلضة والغضب .( وين رايح ... ممنوووع ... لووف وارجع ) .

 قلت له بعد ان حاولت اختلاق ابتسامة كاذبة في الوجه .. انا صحفي من صحيفة الصباح وعندي واجب لتغطية المهرجان .

رد عليّ بصوت عال .. ارجع . ممنووووع .. ارجع بسرعة .

 قلت له .. عفوا من فضلك اخي هذا تخويل من قيادة عمليات بغداد وحفظ القانون ..

 صاح بي هذه المرة بصوت اعلى .. ( وتالي وياك كتلك لووف واردجع ... مممنووووع .) فقلت له محاولا تطييب خاطره ..  ( تمام اخي العزيز اعتذر منك . الله يساعدكم . حقك انت تنفذ واجبك بس اني اخوكم صحفي وهاي هويتي وهذا تخويل خاص بإسمي  من مكتب رئيس الوزراء )  .

اخذ التخويل وهويتي من يدي والقى بهم على الأرض وصرخ بقوة . ( ترجع لولا .. كافي تره ارواحنا طالعة ... ارجع ...)

 يأست من اقناعه ولأنني مشحون بعناد المهنية وتحدي الصحافة في الحصول على المعلومة حاولت ان ابحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق فقلت له ..  تماام .. تماام . اعتذر اخي العزي اعتذر  ( بس بلا زحمة اكو ضابط مسؤول عنكم اكدر احجي وياه علىمود ما تتحمل جنابكم مسؤولية ..) .

نظر لي بعين الشفقة واعطاني على قدر عقلي وقال لي . ( ذاك هو المقدم حميد آمر القوة .  قلت له ( بلا زحمة اكدر احجي ويه السيد المقدم ..؟؟

 قال لي  .. بس لحظة .. ثم التفت صوب المقدم وصاح بصوت عالي ... ( سيدي   .. سيدي ابو علاوي ... الولد رايدك ) .

 حينها فقط يأست من علاوي وابو علاوي واحترمت نفسي واعدت حسابتي بقياس 180 درجة وعدت من حيث اتيت نادما متيقنا اننا لن تقوم لنا قائمة مادمنا في دولة ابو علاوي لكنني وللأمانة اقول بقدر ما ازعجني ميانة الجندي مع الضابط في الشارع ومناداته له بكنيته ابو علاوي بقدر ما اسعدني انه صاح به  .. الولد رايدك . وهذا يعني اني لا زلت ولدا وفي العمر شيء من بقية ..  ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك