المقالات

أعمال بكيس مزروف ...!

1918 2022-07-07

كندي الزهيري ||   فطرة الانسان مجبولة على العطاء  ، كذلك المفاخرة ، هذه الفطرة تبقى تسير في المسار المخصص لها نحو التكامل والسمو ، ما لم يعترضها عارض وهذه العوارض متعددة ومتنوعة ، منها شخصي مثل الغرور التفاخر وغيرها ، ومنا ما يخص البيئة التي تكون سبب رئيسي لتلويث وحرف الفطرة عن مسارها الصحيح . خلق الله عزو وجل الانسان للعبادة ، ليس المقصود فيها ( الصلاة والصوم ) فقط ،وهذه النظرة الضيقة لدى الكثير حول مفهوم العبادة ، العبادة هي ( مفهوم شامل ليس له حد ) ، الجهاد في سبيل الله عبادة ، العمل عبادة ، الصدقة عبادة ، الكلمة الطيبة عبادة ، تطوير الذات عبادة ، مساعدة الاخرين عبادة ، بالمختصر كل فعل سليم يعتبر عبادة ، وكل ما عقد علية العقل والقب لله تعالى يسمى عبادة . اود في هذا المقال ان اشير الى بعض الاعمال التي يكون شكلها حسن لكن لا اجر فيها ، وفي بعض الاحيان تعتبر مكروهة او من افعال الشيطان ، واخرى يعاقب عليها الانسان ، مع انها اعمال حسنة لكن لها اثر سيء . أمثلة عن ذلك ... لا صلاة من دون وضوء ، بالرغم من انك تحسن وضوئك لكنك في ذات الوقت تسرف في الماء . ((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)) تتصدق على الفقراء يعتبر عمل جيد ، لكن حين تذلهم بكلامك يصبح العمل باطل . ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) تقوم الليل وتصوم النهار طاعة لله عز وجل ، لكنك تعصية حينما تكون قاطع صلة الرحم . ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ)) .  تلبسين العباءة ومحتشمة وهذه طاعة لله عز وجل ، لكن تثيرين الانتباه بسبب كمية العطر المبالغ فيها . ((قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن, ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها)).  تكرم ضيفك وتحسن له ، وتلك من مكارم الاخلاق وطاعة لله عز وجل ، لكن ما ان يخرج من دارك تغتابه وهذه معصية .  ((وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )) تصوم وتذكر الله تعالى وهذا عمل عبادي سليم ، لكن تعصية حينما تسب وتشتم . ((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )). اذ لاحظتم بان ما يجري من صراع بين الانسان ونفسة ، يزرع شجرة حسنة ثم يتبعها بسهم من نار فيحرقها ، ومهما عملت من خير ما لم تصلح نفسك لن تستطيع ان ترى  مردود المتوقع  من فعلك العبادي ، لكونك تضع افعالك بكيس مزروف ، وهنا علينا ان ننتبه ان اهم عبادة هي اصلاح انفسنا ، ان صلحت سلمنا وسلمت اعمالنا ، وان فشلنا لا سامح الله هلكنا ، ولن نجني من افعالنا سوى التعب فقط لا غير ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك