المقالات

جغرافية الجنوب والوسط على صفيح ساخن

1827 2022-07-02

حيدر الموسوي *||

 

تكاد تكون اغلب تلك المدن والمحافظات وساكنيها من اكثرها هدوءا واستقرارا ما بعد التاسع من نيسان ولم تألف مشاكل داخلية على المستوى الاجتماعي والحراك الحزبي خاصة ان هناك ضابطة المرجعية والعقيدة والمظلومية والحرمان التي توحدهم.

ومع اختلاف التوجهات السياسية وكثرة عددها والتوترات التي شهدتها البلاد خاصة في مواجهة التحديات الارهابية وتشكيل اجنحة عسكرية لتلك الحركات كردة فعل والخشية من تهديد وجود محافظاتها حيث كانت تلك التحديات تجمع تلك القوى.

غير ان بعد سنوات بدات الامور تاخذ منحى تصاعديا باتجاه انشقاق عدد من الحركات واستمرار الانشطار حتى بلغت حدة التشضي الى الاستعداء داخل تلك التوجهات السياسية ومع اخر تسونامي في تلك المدن حينما شهدت حراك احتجاجي واسع سمي باحداث تشرين بدات تلك الجغرافية تلتهب وجميع المضادات الحيوية لم تعالج هذا الالتهاب فما زالت كل الفرق متمسكة باحقيتها في القيادة من خلال بعض الذرائع والادلة التي تعتقد بها.

الراي العام من جانبه وبعد الانتخابات الاخيرة واستمرار الانسداد السياسي وانسحاب التيار الصدري من البرلمان متخوف من حدوث فوضى قادمة تجتاح تلك الجغرافية.

مشابه لما حدث  في ثمانينات القرن الماضي بلبنان ولذلك كانت تحذيرات المرجعية واضحة بهذا الصدد وان خطر الفتنة لم ينته بعد ومازال قائما وان الاعداء يفكرون ويخططون لذلك.

التوتر يخيم على تلك المدن والناس التي تسكنها رغم العلاقات والمصاهرة الموجودة الا ان الخشية من اندلاع وتيرة احتجاجات كموجة ثانية قد يتم اللجوء فيها الى حمل السلاح.

وهنا الموقف الخارجي لن يسكت وسيتخذ قراره الاخير بشان عدم صلاحية هذا النظام وقد يذهب الى تدويل الوضع والاجهاز على ماتبقى عليه.

وفي كلتا الحالتين هذه الجغرافية ستكون الخاسرة اولا على مستوى البنى التحتية والنسيج الاجتماعي والسلم الاهلي وما سيحدث وقتها ان يعلن الاقليم كوردستان استقلاله وحق تقرير المصير والذريعة ان الوضع في بغداد لم يعد امنا وعلى مستوى جغرافية المحافظات الغربية ستحذو حذوها هي ايضا وبالتالي هنا سيتحقق الهدف القديم لصاحبه الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن بضرورة وجود الدويلات الثلاث وهذا ما تشجعه عدد من الدول الاقليمية.

اذن سكان الجنوب والوسط اليوم هم امام تحدي كبير وما نراه من تصعيد وتحشيد في السوشال ميديا هي رسائل غير مطمئنة البته وحان الوقت لتفعيل عملية سياسية في هذه الجغرافية والعمل على فتح قنوات الحوار واجتماع رصين لممثلي تلك الوجودات السياسية وان يشترط بهم صفة الدبلوماسية والهدوء والعقلنة بعيدا عن التشنج.

ولابأس ان يتم الاتفاق على موعد جديد اخر للانتخابات واعطاء فرص اخرى مع الاخذ بنظر الاعتبار تلك الملاحظات.

 

*مركز القرار السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك