المقالات

جغرافية الجنوب والوسط على صفيح ساخن

2044 2022-07-02

حيدر الموسوي *||

 

تكاد تكون اغلب تلك المدن والمحافظات وساكنيها من اكثرها هدوءا واستقرارا ما بعد التاسع من نيسان ولم تألف مشاكل داخلية على المستوى الاجتماعي والحراك الحزبي خاصة ان هناك ضابطة المرجعية والعقيدة والمظلومية والحرمان التي توحدهم.

ومع اختلاف التوجهات السياسية وكثرة عددها والتوترات التي شهدتها البلاد خاصة في مواجهة التحديات الارهابية وتشكيل اجنحة عسكرية لتلك الحركات كردة فعل والخشية من تهديد وجود محافظاتها حيث كانت تلك التحديات تجمع تلك القوى.

غير ان بعد سنوات بدات الامور تاخذ منحى تصاعديا باتجاه انشقاق عدد من الحركات واستمرار الانشطار حتى بلغت حدة التشضي الى الاستعداء داخل تلك التوجهات السياسية ومع اخر تسونامي في تلك المدن حينما شهدت حراك احتجاجي واسع سمي باحداث تشرين بدات تلك الجغرافية تلتهب وجميع المضادات الحيوية لم تعالج هذا الالتهاب فما زالت كل الفرق متمسكة باحقيتها في القيادة من خلال بعض الذرائع والادلة التي تعتقد بها.

الراي العام من جانبه وبعد الانتخابات الاخيرة واستمرار الانسداد السياسي وانسحاب التيار الصدري من البرلمان متخوف من حدوث فوضى قادمة تجتاح تلك الجغرافية.

مشابه لما حدث  في ثمانينات القرن الماضي بلبنان ولذلك كانت تحذيرات المرجعية واضحة بهذا الصدد وان خطر الفتنة لم ينته بعد ومازال قائما وان الاعداء يفكرون ويخططون لذلك.

التوتر يخيم على تلك المدن والناس التي تسكنها رغم العلاقات والمصاهرة الموجودة الا ان الخشية من اندلاع وتيرة احتجاجات كموجة ثانية قد يتم اللجوء فيها الى حمل السلاح.

وهنا الموقف الخارجي لن يسكت وسيتخذ قراره الاخير بشان عدم صلاحية هذا النظام وقد يذهب الى تدويل الوضع والاجهاز على ماتبقى عليه.

وفي كلتا الحالتين هذه الجغرافية ستكون الخاسرة اولا على مستوى البنى التحتية والنسيج الاجتماعي والسلم الاهلي وما سيحدث وقتها ان يعلن الاقليم كوردستان استقلاله وحق تقرير المصير والذريعة ان الوضع في بغداد لم يعد امنا وعلى مستوى جغرافية المحافظات الغربية ستحذو حذوها هي ايضا وبالتالي هنا سيتحقق الهدف القديم لصاحبه الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن بضرورة وجود الدويلات الثلاث وهذا ما تشجعه عدد من الدول الاقليمية.

اذن سكان الجنوب والوسط اليوم هم امام تحدي كبير وما نراه من تصعيد وتحشيد في السوشال ميديا هي رسائل غير مطمئنة البته وحان الوقت لتفعيل عملية سياسية في هذه الجغرافية والعمل على فتح قنوات الحوار واجتماع رصين لممثلي تلك الوجودات السياسية وان يشترط بهم صفة الدبلوماسية والهدوء والعقلنة بعيدا عن التشنج.

ولابأس ان يتم الاتفاق على موعد جديد اخر للانتخابات واعطاء فرص اخرى مع الاخذ بنظر الاعتبار تلك الملاحظات.

 

*مركز القرار السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك