المقالات

إثبات الوطنية بدلالة الجهل بالآخر!

1536 2022-06-13

زيد نجم الدين ||

 

حاجتنا في بناء وطن مزدهر لا تنتهي فقط في تطوير قطاعات التعليم و الصحه و الصناعه و الى اخره من قطاعات و مرافق تنموية ، بل قبل ذلك نحن بحاجه لبلورة هوية وطنية ليست عابرة للطائفية (بمعنى تجاهل الهويات الفرعية)، بل متفهمة و متقبلة و مدركة للتنوع الطائفي و العرقي في العراق، هنالك فرق كبير بين أن لا نهتم لطائفة الاخر في إطار الوطن بمعنى الإهمال او التجاهل و بين أن نهتم بها و بتراثها و تأريخها و نسعى للحفاظ عليه كجزء من تأريخ الوطن و تراثه.

التنوع ثروة تسعى لتحقيقها البلدان المتقدمة من خلال فتح أبواب الهجرة و برامج التبادل الثقافي كالزمالات و المنح الدراسية. في رحلة البحث عن برنامج ممول لدراسة الدكتوراه حدث اني تقدمت للقبول في احد البرامج الدراسية الممولة، الا ان المشرف أبلغني إن الجامعة تضع معايير غير تقليدية لاختيار الطلبة ،و ذلك لضمان تحقيق تنوع ثقافي و عرقي بين صفوف الطلبة و التدريسيين و لكون أن المشرف لديه في فريقه طلبة من الشرق الاوسط موظفين في مشروعه البحثي اصبحت انا لا أملك أن أضيف إضافة ثقافية (تنوعية) جديدة ، لذلك رُفض طلبي.

"سابقاً لم نكن نعرف ما معنى سنة و شيعة" تستوقفني هذه الجملة التي تردد على السن بعض النخب في العراق، و كأن الإشكالية تبدأ من معرفة ما هية "السنة" او "الشيعة" او غيرهما من الهويات الفرعية  ، و ليس في أن تتحول هذه المفردات الى معايير أساسية تتلاعب في إدارة الدولة و مؤسساتها و المجتمع و أخلاقياته و تقاليده. هذه العبارة في الحقيقة تدل على جهل و إهمال و قلة ثقافة و معرفة في الهويات الفرعية التي تشكل الهوية الوطنية الجامعة. بعبارة اخرى ، هنالك فرق في أن تكون متثقفاً في هويتك الوطنية و تأريخها و مكوناتها ، و في أن تكون جاهلاً بها و محظوراً عليك تناولها و التعرف على معالمها، محاولة اثبات الوطنية بدلالة الجهل بالهويات الفرعية، هذا لا يعني غير الجهل بالوطنية و المواطنة ، أيضاً ، عدم الإكتراث بالهويات الفرعية تحت تأثير السلطة الغاشمة لا يعني إنصهارها في جسد الهوية الوطنية ، بل هو التحاشي الناجم عن الخوف من السلطة الغاصبة و المختزلة لكل الهويات الفرعية بهوية السلطة الغاشمة و رمزها المستبد

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك