المقالات

مستقلون أم مُستغلون؟!


محمد حسن الساعدي ||

 

يمكن القول أن الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد, والتي ابتدأت منذ ثمانية أشهر لحد الآن, ربما هي أطول أزمة مرت بها العملية السياسية، والتي دخلت فيها عناصر جديدة غيرت خارطة القوى والاصطفافات التي كانت سائدة طوال المدة السابقة..                            

 لقد كانت وما زالت هناك إصطفافات مذهبية, وواهم من يتوصر غير ذلك, فالاصطفاف السني قبالة الاصطفاف الشيعي ويقابله الاصطفاف الكردي أما الاصطفاف الشيعي, وأمام هذا المشهد المتلاطم, تتعارض فيه الأدوار والمواقف السياسية ولا زالت مواقف القوى المستقلة غير واضحة..                                        

 كتل المستقلين التي تشكلت مطلع 2021 من المرشحين الفائزين البالغ عددهم 30 ‏عضواً،بالإضافة إلى نواب حركة امتداد بتسعة أعضاء والجيل الجديد بثمانية أعضاء، واشراقة كانون بستة أعضاء وبذلك يكون العدد الكلي لهم 53 نائبا, وهذه القوة هي صاحبة الأصوات الأكثر والجمهور الأكبر, اتجهت نحو المعارضة في داخل مجلس النواب, وهذه الثوابت التي أعلنتها والتي بما فيها من السعي في بناء دولة المواطنة، ومكافحة الفساد المالي, والمحافظة على القرار الوطني المستقل.. اتفقت عليها القوى الوطنية جميعها.                                                                     

 لابد لهذه القوة المستقلة أن يكون لمواقفها السياسية الموحدة دور واضح في الحياة السياسية, وتساهم في تشكيل المنظومة السياسية القادمة, ‏بما يتناسب وثوابتها وما يخدم متطلبات جمهورهم وناخبيهم، وتقدم معطيات  ينبغي أن تكون محفزاً للقوى السياسية الجديدة, لأداء دور سياسي ونيابي ورقابي اكبر، من خلال تواصلهم مع بقية القوى السياسية، ومحاولة الوصول إلى رؤية مشتركة تضمن ترسيم مواقفهم, وبما يتفق وبرامجهم الانتخابية وفقا مبدأ الاستقلالية مستقبلا .

لابد للمستقلين أن يسعوا لرئاسة بعض اللجان النيابية, و إيجاد تمثيل أكبر, وفق خطة سياسية مدروسة و برنامج انتخابي محدد،بالإضافة إلى تمثيل اكبر في اللجان الأخرى, أما على المستوى السياسي, فينبغي أن يكون لهم بصمة واضحة في العمل باستقلالية تامة, بعيداً عن التأثيرات السياسية الحزبية ، وان لا يتم إستغلالهم من أي طرف سياسي, ليكونوا بيضة القبان في أي معادلة سياسية قائمة  أو حكومة تتشكل مستقبلاً .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك