المقالات

ازدواجية المعايير عند الغرب الديمقراطي..! 

1268 2022-05-05

فهد الجبوري ||   في أوكرانيا مقاومة وفي فلسطين ارهاب  منذ أن بدأت الأزمة في أوكرانيا ، ودخول القوات الروسية الى هذا البلد في الرابع والعشرين من شباط الماضي ، والطريقة التي تعامل بها الغرب" الديمقراطي" مع الأزمة ، طفت على السطح ازوادجية المعايير التي تمارسها الولايات المتحدة والبلدان الغربية المتحالفة معها ، وهو نهج ليس غريبا على سلوكيات هذه البلدان التي تعودت الكيل بمكيالين . فقد سارع الغرب الى تقديم الدعم بكافة اشكاله الى أوكرانيا ، معتبرا ما يقوم به الشعب الأوكراني مقاومة بطولية ضد قوات روسيا المحتلة .  لكن هذا الغرب نفسه لم يحرك ساكنا، أو يتعاطف مع الشعوب التي تواجه الظلم والتعسف والحرب في فلسطين ، واليمن ، وسوريا ومناطق اخرى في العالم . وتجد هذا النهج واضحا في تصريحات الكثير من المسؤولين الغربيين ، وفي وسائل الاعلام الغربية التي هي الاخرى تغطي الأحداث من زاوية واحدة ، وفي انحياز واضح ، وقد سعت الى شيطنة روسيا بكافة الوسائل ، الا انها لم تسلط الضوء على محنة الشعب الفلسطيني المقاوم للمحتل الصهيوني وغطرسته وممارساته التعسفية سواء في القدس او في قطاع غزة ، أو على محنة الشعب اليمني الذي يمر بأسوأ أزمة إنسانية عرفها التاريخ المعاصر بسبب الحرب الظالمة التي تشنها عليه السعودية المدعومة من قبل الغرب . الجنود الصهاينة الذين يهاجمون المصلين في المسجد الأقصى ،  واستخدامهم القنابل المسيلة للدموع  ، واعتقال المئات من الفلسطينين ، وإصابة العشرات منهم ، كل ذلك لم يحرك ضمير قادة الغرب لإدانة هذا العدوان على شعب مسالم ، كما فعلوا ذلك مع أوكرانيا .  وأكثر ما فعله الرئيس الأمريكي جو بايدن ، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هما انهما وجها دعوة الى الطرفين لإنهاء العنف ، بدون الإشارة الى الطريقة الوحشية التي تعاملت بها " إسرائيل " مع الفلسطينين المدنيين المسالمين الذي كانوا فقط يريدون ممارسة حقهم المشروع في العبادة . وفي تناقض صارخ ، لم تصدر من اية جهة دعوات مماثلة لطرفي النزاع في أوكرانيا لوضع السلاح وإيقاف الحرب ، بل كان هناك فقط تركيز على جانب واحد وهو روسيا لوقف الهجوم . وتعطي الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن مثالا واضحا على ازدواجية المعايير عند الغرب" المتحضر " ، فقد وقفت الدول الغربية الى جانب العدوان السعودي وقدمت له كافة أشكال الدعم وخاصة في مجال تزويد السعودية بالأسلحة الفتاكة التي تستخدمها في قصف المنشآت المدنية والمستشفيات والمدارس وحتى حفلات الأعراس .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك