المقالات

أزهار الديمقراطية لن تنموا في الصحراء البدوية العشائرية

1156 2022-05-05

مهدي المولى ||

 

هذا عنوان مقال كتبه المثقف المتنور عدنان أبو زيد نعم نقول له ان أزهار الديمقراطية لن تنموا في الصحراء البدوية العشائرية وإذا نمت تتحول الى أشواك قاتلة وسامة وهذا ما حدث في  كثير من  بلدان العالم ومنها البلدان العربية  وفي المقدمة العراق.

 المعروف ان العراق عاش كل تاريخه تحت ظل حكم الاستبداد  تحت حكم العبودية أي الرأي الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة تحت ظل حكم البداوة العشائرية من الطبيعي قيم وأخلاق  نظام الاستبداد العبودية قيم البداوة والعشائرية وأخلاقها هي القوة التي تتحكم  فينا حتى أصبحت جزء من طبيعتنا والويل لمن يخرج عليها حتى إن معاوية كان يعيب على العراقيين الخروج على الحاكم على الشيخ على الخليفة ( لأن ابن أبي طالب علمهم الجرأة على السلطان والجرأة على السلطان مخالف لقيم البداوة والعشائرية  لهذا قرر ذبح كل  عراقي حاول او يفكر بالجرأة على السلطان وهكذا ذبح روح التفكير والتجديد والإصلاح لدى العراقيين.

ومع ذلك بقي العراق مصدر ومنبع كل حركات الثورة  والتغيير وكل  أصحاب العقول الحرة  النيرة  لكن كثير ما يخدم نورها  أمام هجمات قيم البداوة العشائرية.

علينا ان ندرك  ونعي بأن الديمقراطية ليست سلعة نستوردها من خارج العراق بل الديمقراطية تبنى في داخل الوطن ووفق ظروفه  وواقعه وبالتدريج  وهذا يتوقف على القوى الديمقراطية  ان تساهم في توعية الشعب ورفع مستواه الى مستوى الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية من خلال تغيير الواقع الذي يعيشه الشعب من خلال إزالة قيم وأخلاق العبودية والاستبدادأي قيم البداوة العشائرية وخلق قيم وأخلاق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية لتحل محلها وهذا ليس سهل أبدا بل يتطلب تضحية ونكران ذات وصبرعلى التضحية  لكن القوى الديمقراطية فشلت فشلا في ذلك وأي فشلا  أدى الى إزاحتها  من الساحة تماما لأنها لم تدخل الساحة العملية في بناء الديمقراطية ونشر قيم وأخلاق الديمقراطية   وبدأت تزاحم القوى الأخرى العشائرية البدوية في الوصول على الكرسي  وبالتالي  خسرت الكرسي وخسرت الشعب وهكذا سهلت للقوى العشائرية البدوية ان تسيطر على الحكم.

 وهكذا كانت أشد قسوة من حكم الدكتاتورية من حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة لأن أخلاق وقيم الدكتاتورية والاستبداد أي البداوة العشائرية هي التي تتحكم فينا في ظل الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وهذا مهد لكل عشيرة دولة يحكمها شيخ عشيرة ولكل رئيس عصابة ان يصبح زعيم له حماية وعلم ويأمر وينهي وأصبحنا نعيش في ظل حكومات مختلفة ومتعددة وليست حكومة واحدة وكل حكومة لها خطتها الخاصة وبرنامجها الخاص وهكذا ضاع العراق والعراقيون.

نعود الى أمريكا  لا ننكر إن  أمريكا  حررت العراق  وأنقذته من أخطر وحشية في العراق من دكتاتورية صدام وعائلته وقريته وأفراد زمرته  وأعادت العراق الى أهله وغيرت وضعه من عراق الباطل الذي تأسس في عام 1921  الى عراق الحق في عام 2003 وساهمت في وضع دستور وجعلت الحكم للشعب كل الشعب لا لقرية ولا لفئة  ولا لعائلة لكنها تركت الشعب وشأنه تتحكم فيه وتسيره قيم وأخلاق البداوة العشائرية وأدت به الى هذه الحالة المزرية  والمحزنة التي يعيشها الشعب.

لا شك إن أمريكا ليست جمعية خيرية ولا تبحث عن الثواب ودخول الجنة أمريكا   تعبد الدولار ولا تعبد غيره فالويل لمن يتعرض له بسوء فلا ديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا دين ولا أخلاق لا شك إن أمريكا عندما حررت العراق من عبودية صدام كانت تقصد ان تجعل من العراق بقر حلوب كما هو شأن آل سعود  حتى لم تجعله كحليف  مثل اليابان والمانيا.

فهذه أفغانستان بعد عشرين عام من تحريرها من ظلام ووحشية طالبان  هربت وسلمتها الى طالبان مرة ثانية وأي نظرة موضوعية إن أمريكا تفكر بعد عشرين عام بتسليم العراق الى عبيد وجحوش صدام لكن العراق غير  أفغانستان  لكنها تحاول وهذه المحاولات  تعرقل مسيرة العراق وتبطئ في مسيرته وربما تعيده الى عراق الباطل.

 لهذا على القوى الديمقراطية أن وجدت  ان توحد نفسها في جبهة في تيار واحد وتتحرك وفق خطة واحدة وبرنامج واحد لرفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي إلغاء القيم والأخلاق البدوية العشائرية والتخلق بأخلاق وقيم  الديمقراطية فإذا تمكنت من ذلك فيمكنها ان تبني دولة ديمقراطية فالشعب هو الذي يبني الديمقراطية ولا بد أن يكون في مستوى الديمقراطية أي متخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك