المقالات

لماذا يرفض السياسيون والأحزاب المعارضة؟!

1439 2022-04-27

حسن المياح ||

 

السياسي ذبابة ، ولما الذبابة تتذوق الحلاوة والكريم الحالي الطيب ، فإنها تطمع فيهما ، ولا تفرط بهما ، ولا تكاد تفارقهما ، لأنهما المطمع الذي كانت عنه الذبابة تبحث وتفتش ، ولذلك هي تستغرق كامل وجودها تطنطن على الكيكة التي تنطوي على الحلا والحلاوة والكريم الحلو العذب المذاق والمأكل .

 فهل تظنن أن الذبابة تفارق ، أو تتخلى عن ، أو تتنازل عن الكيكة ، وتتركها مباحة لكل ذبابة تشم ريحها ، فتهرع اليها ، وتطنطن حولها .

هكذا الذبابة تفهم وتعي الكيكة الحلوى التي ذاقتها وطنطنت عليها رقص ذبابة جائعة خائرة من الضعف ، وأنها وجدت ضالتها التي كانت تبحث عنها ، فوجدتها حاضرة جاهزة تنتظرها إستعدادآ للقضم منها بما تقدر عليه من إتساع فم من قضم وإزدراد ، وأنها الخفيفة الهفيفة لما تطير وتخفق بجناحها صعودآ ونزولآ ، وإستدارة وتمايلآ ، وإفترارآ وإحاطة دوران ، وهي المسرورة السعيدة ، المنتفشة المتورمة زهو إنتفاخ شبع حلوى التي تعطش ، وأنها لما يضطرها عطشها فأنها تخفض جناحها ، و تحط وتتذلل ، وتستخدم الرجل سعيآ ، بعدما كان الجناح هو وسيلتها ، لتدب دبيبآ هينآ لينآ تفتش عن الماء ( أصوات الإنتخابات ) للتزود منه ، ليكون هو قوتها التي بها تطير ، وطاقتها التي بها تطنطن فرحة تذوق حلوى ، وسرور القضم من الكيكة .

والسياسي هو الذبابة ، كما قلنا وشبهنا ومثلنا ، فهو ينظر الى الديمقراطية على أنها تشكيل حكومة وحيازة مناصب وإكتساب مواقع ، لأن فيها دسومة الحلوى وحلاوة كريمها ولذة عسلها ..وما المعارضة والإبتعاد عن المناصب التنفيذية طيرانآ وطنطنة ، إلا إستغناءآ وتركآ للكيكة وما فيها من منافع الحلوى ، ودسم الكريم الطازج الذي يزين الكيكة مظهر زركشة جذب تسر الناظرين ، وأن العسل يمدها بمادة غذائية تستدرج كل من هو جائع ، ومن هو متسول ، ومن هو يتلصص لواذآ عله يحصل على قضمة تسد نهمه وجوعه وسعاره الملتهب نارآ ..وهل سمعت يومآ ، أو خطر على سمعك.

 أن السياسي العراقي يعزف إستغناءآ وإبتعادآ وتخليآ وتنازلآ وتركآ ، وأنه لا يبالي بالكيكة المشوية الطازجة المعسولة حلوى وعسلآ ، والتي تتلألأ تموجات دسومة كريمية متعددة مذاق أنواع حلاوة ، ودسومة كريمات ، تجاذبها نكهات الكاكاو والنستلة ، وعمارتها تجملها رشاقة تصميم دائري يرتفع طبقات متراكبة متلاصقة متصاعدة ، فيصبح شكلها الهندسي كأنه الملوية في سامراء ، شموخ بناء مدنية ، وعلو سمو إرتفاع تكوين حضاري ، يناطح السحاب بزوغ فخر وإعتزاز وإعتداد.

ي والله هكذا يفكر السياسي المسؤول الفاسد ، الطاغية المجرم ، الصعلوك اللص ، الذي ينهب ثروات الشعب العراقي ، ويستحلها بفتوى من الأمين العام للحزب ، أو الحاخام القائد ، أوالقس الراهب الزعيم ، الذي إتخذه إلاهآ بما له من إنسجام هوى ، لتلبية شهوات ورغبات وإندفاعات نفسه الأمارة بالسوء التي عليها السياسي المسؤول لما يخر لعابه هطولآ على العير الذي يكسبه مغنمآ كما يتصور ، وحقيقته سفاهة جاهلية ، وهو السحت الحرام بعينه وتمامه ، ولكنه يتجاهله إلتواءآ وإلتفافآ ، طغيانآ وكفرآ .

الإشتراك في تشكيل الحكومة بنظر السياسي المسؤول العراقي الفاسد المجرم اللص المنحرف هو غنيمة وكسب إستئثار عير لما يتصعلكه إغارة نهب لما له من سلطان تنفيذي مسؤول يتيح له --- وفق وعيه ، وإنسجامآ لفهمه للديمقراطية التي جاء بها المحتل الأميركي وفرضها نظام حياة سياسية إجتماعية ، ونهج حاكمية وتسلط دكتاتوري لما له من سلطان تفرد ، وإستئثار بالموقع ، الذي هو فيه ، ويتعامله سلطانآ  بشعور ملكية خاصة له ولحزبه ، لا ينافسه عليه وعلى ما يغنمه أحد ...... ولهذا قلنا ، ونكرر القول عن وعي ودراية ، وفهم وإستقراء ، أن نهاية الديمقراطية هي الدكتاتورية والإستبداد والتفرد في الحكم والإستئثار بالسلطان .

والمعارضة عند السياسي العراقي المسؤول الفاسد اللص هي حالة تفرج ومشاهدة لما ينهب ويستأثر به سلطان إستبداد حاكم ، بما هو عضو في تشكيل الحكومة ..ولذلك فإن كل السياسيين والأحزاب تريد أن تشارك في تشكيل الحكومة ، لتقضم وتتغذى ، وأنهم لا يريدون أن يكونوا مشاهدين لمسرحية يجلسون على الكراسي التي هي أرائك البرلمان الوثيرة التي تقدم لهم إقتصارآ على بعض الحلويات الإعتيادية من الزلابية ، والبقلاوة ، والبرمة ، وزنود الست ، وما الى ذلك من حلويات متواضعة الشأن لما تقارن بالكيكة المحلاة بالكريم الدسم والكاكاو ، والقيمر والعسل الذي يزيد الحلاوة طعم حلا أشد وأشف حلاوة ، لما للبرلمان من سلطان وسطوة تقديم حلويات .... 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك