المقالات

الطفل بين الأسرة والبيئة...

1837 2022-04-11

كندي الزهيري ||

 

الدول العاقلة والمؤسسات المحترمة، التي تبحث عن سبل تطوير بلدها وازدهاره، تنظر مباشرة إلى تكوين الأسرة ودعمها وتقويتها، حتى تنتج للمستقبل جيلا واعيا مثقفا ومسؤولا...

اليوم أن نظرنا بدقة سنرى بأن جميع الآفات المنتشرة من الإلحاد وسوء الخلق والكذب والسرقة والكفر إلى آخره ، سنجدها جميعا تعود إلى الركيزة الأساسية وهي الأسرة، أن صلحت صلح المجتمع وان فسدة فسد المجتمع...

الكثير من يردد هذا الدعاء (اللهم ارزقني بالذرية الصالحة) جميل جدا، وفي الخصوص إن كان الهدف إنشاء أسرة، خاضعة ساجدة لله وحده ، ولها دور مؤثر ورسالي وفي حركة المجتمع. لكن؛ ما الفائدة من الدعاء إذ لم يكن مقرون بعمل!، هل تتوقع عزيزي بأن سلوك (الطفل) تبدأ حين يولد أما حين تدعو؟، يحدد توجه الطفل وسلوكه ومساره، من اليوم الذي تختار به من ستكون الأم لهذا المشروع المستقبلي أو من تختارين أن يكون أب لأطفالك،. ما هي المعايير للاختيار، وان صح التعبير لا يمكن بناء أساس على أرض رخوة، ومن غير المعقول غرس البذور في أرض فاسدة.

إنما هي علاقة تكاملية أن فهمناها فهمنا كيف تكون أسرة، سليمة وناجحة. الأم بعاطفتها وعقلها وثقافتها ومستواها الديني والخلقي تمثل عمود الأسرة بالأكثر من ذلك. والأب كذلك بعقلة وصبره وحكمته واهتمامه ورعايته ومستوى وعي لديه يمثل الخيمة لهذه الآسرة...

إذا حين تضع خطة لبناء أسرة، تكون نقاط قوتها أو ضعفها مرهونة في طريقة الاختيار، وعلى أي أسس تم بناء الأساس...

الطفل يمر في ثلاثة مؤثرات لها دور عظيم في سلوكياته وطريقة تعاطيه مع الأحداث وصقل مهاراته الإبداعية، ببساطة يعتبر ورقة بيضاء وحرجة في ذات الوقت...

الأولى: الأسرة؛ وتكلمنا أعلاه من طريقة الاختيار وطريقة تخطيط وأدارت هذه الأسرة، ينظر الطفل إلى قدوة هو (الأب والأم) طريقة تعاملهم فيما بينهم، طريقة الحوار، السلوك داخل البيت، المستوى الالتزام الثقافي والديني، طريقة تعاطيهم مع الأحداث، وطريقة تعاملهم مع الطفل ذاته، بالمختصر أن القدوة ينقش بتصرفاته على هذه الورقة البيضاء، أن صلحت صلح الطفل وان فسدت فسد الطفل، وهنا أعظم الميادين، لكونك ستطرح للمجتمع فكرا ومنهجا يؤثر بالسلب أو بالإيجاب.

الثاني: المحيط القريب؛ سلوك بين الأب وأخيه سلوك أبناء العمومة، طبيعة العلاقة بين ذوي الرحم، طرائق التعامل، التكامل العقلي والروحي بين الأقارب، الخصال الحميدة وقوتها فيما بينهم وغيرها.

ثالثا: البيئة الخارجية: نوعية الأصدقاء في المدرسة وخارجها، اختيار المعلم وما له من أثر بالغ الأهمية في سلوك الطفل، الجار والطريقة التعامل، طريقة التعليم التكاملي والإصرار على زج الطفل في ورش تهتم في توجيه سلوك الطفل وإظهار إبداعاته وتنميتها، وهذا يقع على عاتق الدولة ومؤسساتها...

إن كنت تعتقد بأن تكوين الأسرة هي فقط من أجل الإنجاب الأطفال يحملون اسمك، ونزوة لا فائدة منها، أو مجرد أن هذا الطفل يأتي ويأتي رزقه معه، أو من أجل التفاخر بعدد الأبناء، من دون منهجية فكرية، ومن دون متابعة أو محاسبة، أن صح التعبير (فقط جيب وأشمر في الشارع)، أخبرك بصراحة أنت مجرم، وسيطول وقوفك أمام الله عز وجل، وهذا ما نشاهده اليوم في أوساطنا الاجتماعية، حينما تحول الطفل إلى متعاط للمخدرات وجاهل و قاطع الطريق ملحد من دون فكر تحركه الأهواء، أصبح أداة بيد العدو لفتك وتمزيق المجتمع، انما اصبح اداة حقيقية وناجحة يراهن عليها كل شيطان...

الأسرة الحقيقية هي تلك التي تنتج أبناء صالحين لهم دورا في تحريك بوصلة المجتمع نحو النجاة، يرون الحق ولا يحيدون عنه ولا يتنازلون بوعي وفكر وعقيدة صالحة، ويرون  الباطل وملذاته فلا يغريهم ولا يخضعون له.

أيها الأب أيتها الأم، أمام الله أنتم المسؤولين، أن مهمة إنشاء جيل واع مهمة جهادية كبرى لما تحمله من رسالة إنسان، ولا تقل هذه الرسالة شيء عن رسالة الأنبياء عليهم السلام. وعلموا كل مزروع محصود، فحسنو زرعكم لكي يحسن حصادكم إن شاء الله...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك