المقالات

من الإلف الى الياء الحلقة الخامسة جهاد النفس


(وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ) سورة العنكبوت الاية 69

إن من أقسى الحقائق التي لابد للانسان مواجهتها  بشجاعة  هي ان نفسه التي بين جنبيه هي من أقرب الابتلاءات اليه وأشدها تعقيدا ًواصعبها تشخصياً ، وكيف لا ؟ ونفسك لا تفارقك مدى حياتك وهي ممتزجة بلحمك ودمك متقلبة المزاج  وان سيطرت عليها !  ففي لحظة هي قادرة على الانقلاب فلا يُكتفى بتطويعها بل لابد من مداومة التوجيه بالمراقبة الشديدة  . فهل أنا عدو نفسي ونفسي عدوتي  ؟!!!!!.

يالها من حقيقة قاسية يصعب قبولها ، فهل خليت الساحة من الاعداء لتكون نفسي لي عدوة ؟! فالشيطان قد توعدنا من قبل أن نهبط الى الارض بأن يغوينا ويشاركنا الاموال والاولاد  ويوسوس في صدورنا  كعدو خارجي غير مرئي  ومن جانب اخر العداوات المتحققة  مع بني البشر ازاء التصارع والتناحر على الدنيا الفانية ! فهل وجدنا الله عز وجل أهلا لتحمل كل ذلك ؟ 

إن الله تعالى لم يجدنا اهلا بل اوجد فينا  كل الاستعدادات لمواجهة  جميع اطراف العداء بما فيها النفس الانسانية  ، فلقد وصف كيد الشيطان بانه ضعيف فكيف يكون ضعيفا ً وهو الموسوس المشارك الغاوي المتربص بنا شرا ً ؟! 

إن العداوات الخارجية بحاجة الى منفذ كي تهد الصرح الانساني البديع الذي خلقه الله تعالى  في دواخلنا وهو الاعلم بقدراته فحاشى لله أن يسلم عبده للشيطان ويرضى بإن يكون سببا ً في سقوطنا  في درك الجحيم مالم يوجد فينا الحصانة ويجعل الامر ابتلاءا ً وتمحيصا ً لايماننا .

أن عبر العدو المنفذ وحقق تحالفا مع النفس  فيعدها بمسرح تطلق فيه كل عنان لهوى أو لرغبة او ولشهوة  وستقبل نفوسنا هذا العرض بكل سذاجة  ولاتلتفت ابدا  انها خطوة تمهيدية وضعها العدو لبلوغ درجة الاستحواذ وحينها تصبح النفس مؤتمرة وآمرة بالسوء .

  نفسنا كطفل غير مدرك له القابلية على التفاعل لكنه لايملك حق القرار لذاته ،  لذا لابد من ولاية عقلية تشرف بكل وجودها على تلك النفس التي تحتوي على قوى الوهم والغضب والشهوة المهمة جدا للانسان ولايمكن ان يستغني عنها مطلقا ً  ولانها سلاح ذو حدين ممكن ان تكون منشأ للملاكات الحسنة وفي ذات الوقت منشأ للملاكات القبيحة  كان لابد من السيطرة عليه  بعقل مستند الى قوانين تشريعية يوجهها بها  لتعطي خيرها في مواطن الخير وتمنع في مواطن الشر وبهذا تكون المنافذ أمنة والنفس مستقرة غير مشغولة بالوعود الخارجية ولا ممسكة بحق القرار الداخلي .

  حينذاك  تشرق  الانوار من المنافذ الالهية بعد ان هُيئت الارضية لاستقبالها بالجهاد والسعي الحثيث ولطيف ان تُختم الاية باعلان المولى عز وجل انه مع المحسنين فالاحسان  الذي اشرنا اليه في الحلقة الاولى قد تحقق حينما سعى العبد بوسعة وسُميت  جهادا ً وحين تُقدم لصاحب القدرة ما يفوق تكلفيك حينها تكون محسنا ً ويرد أحسانه لك بالمعية والسند  والعون !!

  ألا من لنفس في الهوى قد تمادت         إذا قلت قد مالت عن الجهل عادت !

وحسب ُ امرىء شرا ً بإهمال نفسه         وإ مكانها من كل شي ارادت 

                                                                                         

المهندسة بغداد

 5 / شهر رمضان/ 1443

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك