المقالات

الولايات المتحدة عائق امام الحكومة الوطنية في العراق..!

1834 2022-02-27

  بهاء الخزعلي||   منذ خروج قوات الولايات المتحدة من العراق عام ٢٠١١ مهزومة مذعورة بسبب ما لحق بها من العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، وهي تفكر بصورة جديدة لمنع القوى الوطنية من الوصول لقيادة العراق، فلجأت الى سياسة خلق الازمات وتدويرها لصالحها، فخططت لعدة سيناريوهات وكل مرحلة ولها سيناريو خاص من افتعال الأزمات. السيناريو الأول: في عام ٢٠١٤ عمدت الولايات المتحدة بواسطة حلفائها في العراق إلى تهيئة أرضية خصبة لدخول داعش، ثم دعمت ذلك بقوة وامتنعت عن تسليح العراق أو دعمه وذلك لتمنح الفرصة لداعش بالتقدم أكثر لأسقاط حكومة السيد المالكي، ثم لحق ذلك هجمات إعلامية كبيرة لتحميل السيد المالكي المسؤولية كاملاً، ولكي لا تقع الولايات المتحدة في نفس الخطأ التي وقعت به في سوريا، وسيناريو صمود الرئيس بشار الأسد الذي جعل منه بطلاً بنظر شعبه ونظر الشعوب الحليفة له، طلبت من حلفائها الضغط على السيد فؤاد معصوم لتنحية المالكي وتنصيب رجل أخر للمرحلة وهو السيد العبادي. السيناريو الثاني: وهي مرحلة مابعد عام ٢٠١٨، حيث حقق العراق نصراً كبيراً لم يكن في حسبان الولايات المتحدة، وكان ذلك بفضل فتوى المرجعية في النجف الاشرف أدام الله بقائها، وتكاتف أبناء الشعب من أجهزة أمنية وحشد مجاهد ومواطنين، حيث تمكن العراق العودة الى مكانته الحقيقية وهي مرتبة الجهاد والنصر، فتمخض عن ذلك إجراء الانتخابات ليتوجه العراق كبلد حر منتصر مقتدر لإدارة البلاد بحسب مصالحه، وعندما توافقة الكتل الفائزة على تسمية رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي، والذي توجه الى الصين لإقامة مشاريع إقتصادية إستراتيجية تحسن من وضع العراق كبلد يمتلك ثروات هائلة، لم يعجب ذلك الجانب الأميركي فسارعوا بتنفيذ السيناريو الثاني وهو تأجيج الشارع على الحكومة، فدعمت العديد من منظمات المجتمع المدني مادياً للمساهمة بتلك الخطة، حتى تمكنوا من إزاحة السيد عادل عبد المهدي وإيقاف مشروع التنمية الاقتصادية في العراق. السيناريو الثالث: وهي فترة حكم السيد الكاظمي، وبعيداً عن سيناريو التجويع والافقار الذي كان يعمل عليه السيد الكاظمي، كانت هناك إيادي بعضها خفية وبعضها معلنة تخطط لمرحلة الانتخابات، وكانت عرابة ذلك المخطط هي مبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، والتي رتبت جميع أوراقها لإدارة الانتخابات بحسب ما كلفة به، وما كلفة به هو (ضمان خسارة جميع القوى الوطنية في تلك الأنتخابات) أو ما تعرف بالقوى الرافضة للوجود الأميركي، وذلك لضمان أن حكومة العراق الجديدة لا تذهب بإتجاه الشرق وتبقى متوجهة غرباً، وذلك ما نتج عن الانتخابات فعلياً. ختاماً: الصراع على تشكيل الحكومة صراع محتدم، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بتشكيل الحكومة، ومن يعتقد بأنه سيشكل الحكومة ليبني العراق بعيداً عن الشرق أو الغرب فهو واهم، ولكي يصل لذلك الخيار عليه أن يتحد مع الجميع، بشرط أن يكون قرارهم الأول هو إخراج جميع القوات الأجنبية من العراق، لأن الوجود الأجنبي لا يسمح بتشكيل حكومة وطنية للعراق وما تقدم من حديث هو خير برهان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك