المقالات

رسائل من صدى الآبار العميقة..


 

ضياء ابو معارج الدراجي ||

 

ريان المغربي ذلك الطفل ذو الخمس اعوام الذي سقط في بئر ماء لخمس ايام متتالية واصبح الحدث الاهم في العالم العربي والغربي والشرقي،

خمس ايام مظلمة ومرعبة عاشها ريان حتى رحل الى ربه لحظه إخراجه من قعر البئر من خلال حفرة جانبية بعمق ٣٢ مترا تحت الارض، خمسة ايام وانفاسنا تتقطع في كل لحظة نستمع لاخباره لتضيق صدورنا رعبا عليه ونحن نرى الجرفات تحفر تسابق الزمن لانقاذه ،نعيش معه ساعات بل ايام الرعب والخوف والالم والجوع والبرد التي اختبرها ذلك الطفل الوحيد الخائف الجائع بيت أحضان بئر ظالم ولحظات الوحشة في قبره المائي بعيدا عن احضان امه وامان ابيه ،تحركنا مشاعر الابوة والإنسانية نحوه و يجفو النوم جفوننا حتى الصباح نفكر بحاله المساوي كأنه احد اولادنا.

رحم الله ريان الذي ربما اراد الله ان يحرك به ضمير العالم ومشاعرهم ليبعث لنا صدى انينه من داخل البئر المغربي القاتل رسائل الى العالم كله ليوجه انظار العالم نحو اطفال الشرق الاوسط تلك البقعة التي لا تزال طائرات التحالف العربي السعودي الاماراتي تدك بيوت الشعب اليمني وتدفن مئات الاطفال احياء تحت ركام الطابوق والخرسانة جنوبا وشمالا نحو اصوات جياع الاطفال في مخيمات النزوح في سوريا والعراق وتركيا وايضا يعيد بنا الذكرى الى المشاهد الماساوية التي ارتكبتها امريكا في العراق خلال حرب عاصفة الصحراء عام ١٩٩١ ومنها ملجئ العامرية الذي قُتل ضحاياه حرقا اثر قصف جوي امريكي متعمدا تماما واصوات صراخهم تعلوا الى رب السماء ،اطفال ونساء وشيوخ احتموا به خوفا من الموت الذي باغتهم بنار مظلمة قاتلة تؤلم دون ان امل بالحياة تنزع جلودهم عن اجسادهم بمشهد مرعب كانه يوم القيامة اختبره اطفال تلك اللحظة في ذلك الحيز الضيق في بغداد-العامرية.

ان الإنسانية الامريكية والديمقراطية الامريكية مجرد هالة اعلامية تغطي بها صورتها البشعة المرعبة القاتلة تتبع بها مصالحها حتى وان قتلوا نصف العالم وما هيوشيما ونكزاكي الا امثال حية عن القسوة الامريكية واستخدامها للقوة المفرطة في سبيل تحقيق ما تريد وللاسف اخذت الانظمة العربية تتصرف تماما كالتصرف الامريكي وانفقت على الاعلام اموال طائلة لتحسن صورتها امام المجتمع الدولي والشعبي لتغطي على جرائمها ضد الانسانية والطفولة ولا نستثني حكومة الفيس العراقية وبطولاتها الوهمية دون حلول امنية وخدمية واقعية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك