المقالات

الشعب يريد "صلصة طماطة "

2228 2022-01-24

 

حمزة مصطفى ||

 

 قبل سنوات كانت إحدى الفضائيات تكرر يوميا ولعدة مرات تصريح متلفز لأحد النواب يقول  فيه "لقد إستوردنا 38 مليون دشداشة مشكوكة". وعلى الرغ من المبالغة الكبيرة في رقم الدشاديش المستوردة والتي كانت بمثابة دشداشة لكل مواطن إذا أخذنا  بعين الإعتبار عدد سكان العراق وقتذاك وهو 38مليون نسمة فإن الناس تركوا كمية الدشاديش وظلوا يتساءلون لماذا "مشكوكة"؟ وحيث أن  كل  شئ عندنا موضع جدل  ونقاش لاينتهي  الإ أمام المحكمة الإتحادية فإن الأسئلة التي تناسلت من واقعة الدشاديش "المشكوكة" هي هل هذا مقصود؟ أم أن الدولة التي إستوردنا منها تلك  الدشاديش "غشتنا"؟ أم أن سياستنا الإستيرادية لاتقوم على مبدأ الجودة بل على مبادئ وسياقات أخرى؟ لكن أحدا لم يتوقف عند ماهو أهم وهو .. هل هناك دشاديش أصلا بصرف النظر عن كونها "مشكوكة" أم صالحة للإستخدام. 

ولأن الأشياء مربوطة مع بعضها  فقد  قرأت قبل يومين خبرا يقول أن العراق إستورد صلصة طماطة "معجون" من تركيا بمبلغ 200 مليون دولار. تساءلت في أحد الكروبات عما إذا كنا بحاجة الى صلصة الطماطة بحيث نخسر عليها 200 مليون دولار وبالعملة الصعبة؟ طريقة النقاش التي أعقبت تساؤلي هذا أضافت الكثير مما يمكن قوله الى الصلصة أو الدشاديش الممزقة. أحد الأخوة المتخصصين قال إن مجموع صادرات تركيا سنويا من الصلصة تبلغ 120 مليون دولار؟ هذا لايعني طبعا أن الفارق هو فقط 80 مليون دولار, بل يعني أن الرقم كله مضروب. فالعملية برمتها  ليست أكثر من غسيل أموال.

متخصص آخر أضاف لي رقما صادما آخر وهو إننا نستورد سنويا "ركي"  بمبلغ يزيد  على ملياري دولار. لكن ماذا عن رقي العظيم أو سامراء؟ بإمكان كل واحد منكم حين يسلك طريق بغداد ـ كركوك في موسم الرقي والبطيخ وفي ذروة إستيرادنا الرقي سوف يشاهد طوابير الفلاحين وهم يفترشون الأرض وينادون السيارات الذاهبة الى كردستان أو العائدة منها من أجل أن يشتروا إنتاجهم من الرقي بـ "فلس ونص" قبل أن "يخيس". لم يتوقف الأمر عند هذا الحد, فلقد ذكرني متخصص آخر  بما نستورده من "مسقول وحفاظات ودمى". نستورد حفاظات بملايين الدولارات؟ نعم. لو باقين على الدمى .. هواي أستر.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك