المقالات

لقد كان أمة..ذكری ولادة روح الله

2247 2022-01-24

  د.أمل الأسدي ||   سؤالٌ تربّع في ذهني منذ الطفولة،وبقي يرافقني حتی وجدت إجابته!!من هذا الذي يعلموننا شتمه؟ من هذا الذي يطلبون منّا أن نقدم عنه تمثيليات ساخرة؟من هذا الذي يحذرنا الأهل من الإساة إليه؟ولماذا اختفت معلمتنا الجميلة التي اسمها(أقدس)بعد ان قالت لنا في الصف"ماما هذا الإمام الخميـ.ني... لاتسبوه ابد..حرام" بقيت هذه الأسئلة تلاحقني حتی علمت أنه الرجل الأمة!! فالله تعالی حين يريد أن يُحدث تغييرا كبيرا،وثورة ونهضة،يختار ويصطفي من عباده من هو قادر علی التأثير في المجتمع، يختار الإنسان المتمكن من التفاعل والتواصل،الإنسان الذي  يستطيع تشخيص مواطن القوة في المجتمع(أفرادا وجماعات ومنظومات)،وبعد تشخيصها يتمكن من تفعيلها والاستفادة منها في التأسيس والشيوع،وعلی سبيل المثال  نجد شخصية النبي إبراهيم(عليه السلام) إذ كان يمتلك قدرةً متفردةً  في التأثير وكشف الحقائق وتحقيق الأهداف؛لذا وصفه الله تعالی بأنه أمة:(( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) سورة النحل،الآية 120 فهو ذلك المؤثر الذي أحدث تغييرا جذريا في  زمن الشرك والعبودية والضلال،هو ذلك القائد الذي أسس لأمة الحق،أمة الإسلام المحمدية؛لذا كان أمة!! وقد نجد أيضا من الشخصيات المؤثرة التي كانت بحجم أمة، شخصية سيد قريش(عبد المطلب عليه السلام)  الذي قال عنه الإمام الصادق(عليه السلام): (يُبعث عبد المطلب أمةً وحده، عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء) فهو الرباني الذي استجابت له السماء وحمت البيت بمعجزة ظل صداها إلی هذه اللحظة،وذلك حين قال:(أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه)،إنه سيد قريش الذي أقر الإسلامُ كثيرا من سننه وجعلها أحكاما إسلامية،إنه الرجل  المؤسس والكف الحانية التي كانت تصطحب الرسول الی غار حراء للتعبد والتفكر،إنه المانح العرب الهيبة والأمان والحضور بعد الخوف والجوع،إنه السيد الذي احترم المرأة وكيانها وحرم السفاح وأقر الصداق،الرجل الذي أطلقت عليه قريش لقب"إبراهيم  الثاني"، لذا كان أمةً ومضی أمةً وسيُبعث أمة!! وكذلك رسول الله الأعظم وأهل بيته كانوا أمةً،أمة مؤثرة متفاعلة مع المجتمع وفاعلة فيه،وقد وصفهم الله تعالی في قوله:((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ...))سورة البقرة،الآية:١٤٣ فقد قال الإمام علي(عليه السلام):(نحن شهداء الله على خلقه) وقال الإمام الصادق(عليه السلام):(نحن الأمة الوسطى، ونحن شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه) فرسول الله الأعظم أنقذ الإنسانية من العبودية إلی الكرامة،أنصف الفقير،ونصر الضعيف،وقلب موازين  الطغاة المتجبرين،أعاد الكرامة لكل مظلوم مسلوب الحقوق، فهو أمة مؤثرة،وورث أهل بيته هذا المفهوم فكان كل إمام منهم أمة!! أمةلها وقعها وصداها،وقد ذكر الله تعالی وصفا آخر لهم في قوله:((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه...))سورة آل عمران:الآية ١١٠ فقد قال الإمام الباقر(عليه السلام):(كنتم خير أمة أخرجت للناس: نحن هم)  وقال الإمام الصادق (عليه السلام) أيضا:( إنما أنزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله) وقال أيضا: ( هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام، وما عنى بها إلا محمدا وأوصياءه صلوات الله عليهم)،إذن فالأمة مفهوم تجسد في الأنبياء والأئمة(صلوات الله عليهم) ولكل مفهوم مصاديق متعددة، والمصداق الأوفی في العصر الحديث لمفهوم الأمة، نجده متجسدا في شخصية الإمام الخمـ.يني(رفع الله مقامه في الجنان) فقد كان أمةً مؤثرة ومغيِّرة في ظروف شائكة،وزمان عصيب،ففي قمة التغريب والتحديات التي تواجه الإسلام،جاء هذا الرجل  ليحيي ما اندرس من الدين،ويجدد ما بلي منه،وقد ورد في الحديث النبوي الشريف:((إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ))وبلا شك أن روح الله قد  أحيا وجدد وقاد الأمة إلی مرحلة جديدة تستنير بالقرآن الكريم،وتستهدي بمحمد وآل محمد، قادها إلی انتقالة نوعية أذهلت العالم،واستدعت شياطين الإنس والجن لتتآمر عليه وتقف ضده،إلا أن الله أراد له النصر ومكّنه من ذلك،وأعزّ به المسلمين ورفع شأن الإسلام علی الرغم مما خططت له الماكنة الصهـ..يونية وأتباعها من الغرب والشرق!! إذ اختاروا لحربه جهةً قريبة،قريبة من حيث الجغرافيا وقريبة من حيث العقيدة،ليحققوا انفصالا في تأثيره ويحجموا صداه،ولينفذوا مشروعا بعيد المدی ألا وهو خلق وعي جمعي لدی الشعوب العربية بأن روح الله والجمهورية الإسلامية هي الخطر وهي العـ.دو بدل العـ.صابات المحتـلة للأرض العربية المقدسة(فلسطين)!! فالسلام علی روح الله صاحب الفضل علی المسلمين،فبجهوده  وثـ.ورته صار للإسلام حضور أرعب الماكنة الشيطانية،وبفضله صار للشـ.يعة في العصر الحديث  مكانة وقوة ووجود يقف بوجه جبابرة الأرض،وبفضله وُجد للإسلام منجم من  الشخصيات القيادية المؤهلة لتكون أمة!! ومن أهم ما قيل فيه وصف الكاتب الصحفي المصري(محمد حسنين هيكل) حين قال عن الإمام الخمـ.يني:[هو رجل عظيم جاء من زمن آخر.. الخمـ.يني رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي، لتستقر في قلب القرن العشرين] وهو وصف بيّن الامتداد الطبيعي للسيد الإمام إلی رسول الله وأهل بيته،وبيّن ارتباطه بمنهجهم في بناء الدولة التي تخدم الإنسان وتحفظ كرامته. فالسلام عليه حين ولد وحين رحل وحين يُبعث حيا،وجزاه الله عن المسلمين والإسلام خير الجزاء وأوفاه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك