المقالات

المرجعية العليا وتحذيرات عودة الدكتاتورية .

2913 2022-01-16

  حسين فلسطين ||   هاجس الخوف بات يسيطر على العراقيين بعد كشف شكل التحالفات السياسية الأخيرة والتي تنبثق من خلالها حكومة "الانتخابات المبكرة" التي من المؤمل تشكيلها تماشياً مع المدد الدستورية المحددة خصوصاً مع بروز ظاهرة الإقصاء والتغييب المتعمد لأطراف مهمة لها وزنها السياسي والنيابي وذلك بتأثير خارجي رسم شكل الحكومة القادمة من أحزاب ذات لون وايدلوجية متشابهة في طريقة إدارة الحكم لا سيما وان بعض المكونات متهمة بممارسة الإرهاب قبل وبعد سقوط الدكتاتورية . ومما لا يقبل الشك أن المرجعية اول من استشعر حجم الخطر المحدّق بالعراق لذلك اعلن المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني في ( ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٩) وعلى لسان السيد احمد الصافي على خلفية أحداث تشرين ما نصه: " أن الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك وإن للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه" واذا ما أردنا تفكيك وتحليل هذا "النص الثوري" نجد أن بعضه قد تحقق والبعض الآخر في طريقه لان يتحقق خصوصا مع ما تشهده الساحة السياسية والأمنية من ارتباك واضح ، فالتدخل الخارجي بلغ ذروته بأعلان القيادي في حزب "عزم" وأمين عام حزب الوطن مشعان الجبوري عن تدخل الإمارات وتركيا في رسم تحالف بين الغريمين ( تقدم وعزم ) والذي نتج عنه توجيه الأتراك و الإماراتيين ضرورة عدم التحالف مع قوى الإطار التنسيقي والذهاب بأتجاه تحالف ثلاثي يضم "عزم وتقدم" من جهة و "التيار الصدري وحزب بارزاني" من جهة أخرى وبالتالي تمرير شخصيات سياسية ذوات ارتباطات أجنبية لمناصب رفيعة! وفي الجزء الثاني من نص الخطبة تحذر المرجعية من وجود أيادي خبيثة تعمل على نشر الفوضى والاقتتال الداخلي تمهيداً لأعادة العراق إلى عهد الدكتاتورية وهذا ما نلحظه بين حين وآخر من خلال عمليات استهداف مواقع وجهات سياسية وحزبية ودولية تقوم بها جهات ترتبط بالمشروع الأمريكي الخليجي! وبالنظر لتزاحم الأحداث فأننا كعراقيين أمام فرصة تاريخية لأعادة الامور إلى نصابها من خلال صناعة قرار عراقي وطني يحفظ حقوق الجميع لا سيما حقوق المكون الشيعي المهمش الذي بات في مرمى نيران الدول المعادية بعد عملية التشضي الكبيرة داخل مكوناته وخروج أغلب أطرافه من المعادلة السياسية بمراحل كان أبرزها عمليات التزوير الفاحش للأنتخابات كذلك اقصاء احزابه من المشهد السياسي بطريقة تعسفية حتما ستوقع الضرر بجميع الأطراف اذا لم يتم تدارك الوضع سريعا وهذا ما يأمله العراقيين وإن لم يكونوا في تمام رضاهم عن تلك الأحزاب التي لا تخلو مسيرتها من أخطاء كبيرة كان ضحيتها وسط وجنوب العراق ذوا الأغلبية الشيعية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك