المقالات

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي..تاريخ وهوية

3439 2021-12-13

 

قاسم آل ماضي ||

 

لاشك ان استشهاد المرجع الديني ومفجر الوعي الاسلامي في العراق، وقائد التحرك الميداني ضد دكتاتورية السلطة والحزب العفلقي الفاشي، الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره" في نيسان عام 1980م قد ترك فراغا كبيرا في قيادة الحركة الميدانية والسياسية للساحة الاسلامية العراقية، وهذا هو الذي كان يستهدفه النظام الدموي نظام صدام حين اقدم على تصفيته...

 من هنا كان ينبغي التحرك بسرعة لملئ الفراغ الذي ازداد الاحساس به بسبب تطورات الاحداث، وتصاعد وتيرة التصفيات لرموز التحرك الاسلامي من علماء دين ومثقفين رساليين ومجاهدين مخلصين، وا شتداد هجمة النظام لتصفية بؤر المعارضة، وتوالي التداعيات الاخرى التي ادت الى توتر الاوضاع السياسية والداخلية والاقليمية، حيث كان ذلك احد اسباب نشوب الحرب التي فرضها صدام على ايران الاسلامية بأمر من اسياده وانطلاقا من نزعته العدوانية ومن منهجه في نقل مشكلاته الداخلية الى الخارج.

وفي هذا الظرف الحساس تنادى المجاهدون العراقيون من علماء وحركات ورموز اسلامية في حركة جادة ومتواصلة لايجاد بديل قيادي للساحة الاسلامية العراقية بمستوى الاهداف والطموحات، وشهدت ساحة المعارضة الاسلامية في خارج العراق بعد ان تعذّر وجود البديل في الداخل بسبب القمع وبعد استشهاد المرجع السيد الصدر (رض)؛ حركة دؤوبة لايجاد البديل القيادي، فمن تشكيل مجلس العلماء للثورة الاسلامية الى تأسيس الجيش الثوري الاسلامي لتحرير العراق، الى تشكيل جماعة العلماء المجاهدين في العراق، ثم ايجاد مكتب الثورة الاسلامية في العراق..

 الا ان هذه التشكيلات جميعا كانت تواجه مشكلات عديدة، من اهمها انها كانت دون طموح الساحة، ولهذا اصبح من الواجب انبثاق كيان اكمل واشمل ويحضى بالشرعية، يتحمل جميع المنضوين فيه مسؤولية التصدي لمثل هذه المهمة التأريخية.

وبعد ابحاث متعددة، ومداولات مستمرة بين جميع اطراف الساحة السياسية والعلمية العراقية، تم في النهاية تبني تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في شهر شوال 1402. وفي الاول من صفر 1403

(17تشرين الثاني 1982) اعلن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في مؤتمر صحفي موسع تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ليكون كيانا قياديا لادارة الثورة الاسلامية في العراق، يستمر في تحمل مسؤولياته حتى الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، ثم يترك الامر بعد ذلك للشعب العراقي في اختيار نظامه السياسي المناسب له من خلال الانتخاب الحر المباشر.

ومنذ انطلاقته، واصل المجلس الاعلى مسيرته المباركة مستعينا بالله تعالى، ومستندا الى ارادة الشعب العراقي من اجل جمع الطاقات بأتجاه العمل المشترك في مشروع سياسي للتغيير في العراق، ضمن تعهّد واتفاق الاطراف الداخلة فيه للعمل المشترك. وفي هذه المسيرة اجتاز مراحل عمل، قدّم فيها جهودا مشهودة على كافة المستويات، وحقق في هذا الصعيد اعترافا دوليا واقليميا متميزا، واصبح رقما اساسيا في الساحة السياسية للمعارضة العراقية، اذ تمكن ولله الحمد، في مرحلة عمل المعارضة العراقية ضد النظام الدكتاتوري من تأسيس قوة عسكرية مجربة وكفوءة ومتميزة ومنظمة متمثلة في فيلق بدر الظافر... وبعد اسقاط النظام المقبور انتهت مهمته العسكرية بوصوله الى هدفه، وتحول الى منظمة مدنية لحفظ الامن والدفاع عن مكاسب الشعب وتطويرها نحو الهدف النهائي بتحقيق الحرية والعدالة والاستقلال للعراق.

يتساءل الكثير من المهتمين بالتعرف على تشكيلات الساحة السياسية العراقية والاسلامية منها خصوصاً عن طبيعة تشكيل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وهو أسمه الذي اختاره الشعيد السيد محمد باقر الحكيم "رض"، بعد زوال نظام صدام وقيحه..وهل هو حزب حسب الصيغ المعروفة، ام تنظيم على شكل اخر، ام مؤسسة واطار اتحادي. ونتوصل الى أنه كيان سياسي عراقي اسلامي مستقل، يضع نفسه بمثابة الاطار الذي ينفتح على كافة الاحزاب والتنظيمات والشرائح العراقية (الاسلامية خاصةً)، ويعمل في ظل المرجعية الدينية  المتصدية للشأن العراقي بأتجاه الاهداف الدائمية والمرحلية وشعار المجلس الاعلى هو الحرية والاستقلال والعدالة للعراق.. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك