المقالات

السياسة .. والعَطار .. وأدواتها

1566 2021-11-28

  ا.د. جهاد كاظم العكيلي/ كاتب عراقي ||   لم يترك العرب موقف أو حالة إلا وضربوا لها مثلا، وصارت أمور مجتمعنا العربي مضربا للأمثال، فهي تُشخص الأمور وتوصفها على مقدار إيجابيتها أو سلبياتها، ليأخذ الناس منها العِبر والدروس في شؤون حياتهم العامة والخاصة ..  وفي الواقع أن هذا الملك، أو ذاك الحاكم، لطالما يستعينان بمضرب الأمثال في تسيير أمور الرعية، وغيرهما ممن يتولون شؤون الناس ومنها ما يتعلق في تصريف أعمالهم الدينية والدنيوية ..   وقدر تعلق الأمر بالحالة العراقية الراهنة، فإنها أصبحت مضربا للأمثال في الهجاء، كالتعبير عمَّا يكتنف الحياة من مآسٍ ومرارة وشرور مستطيرة، لأخذ العِبر من دروس الحياة، حتى أصبح حال الدنيا عند العراقيين لا تستوعب مما هم عليه الآن، لكثرة الأمثال والأقوال، وما قيل عنهم في سابق الأزمان، لا سيما  وإن حوادث الأيام  الكثيرة ومفارقاتها العجيبة على الواقع المُعاش تُشكل شواهد كثيرة ومتلاحقة من العِبر والدروس، ومنها ما فعلته السياسة السلبية العجيبة الغريبة بالعراق والعراقيين .. وأجبرت تلك السياسة صغير العراق وكبيره للإنشغال بعجائبها وعجائب  أدواتها وتوابعها، ومنها تكريس التفرقة وتخريب النفوس وتعميم الفساد وتكريس الخلاف ونهب المال والخيرات والثروات حتى إختلط الحق بالباطل، فإنتشر الجهل وكَثُر الفقر، وصارت هذه السياسة أشبه بواقع يجب التعايش معه أو هو الواقع بعينه الذي نعيشه بفعل أدوات السياسة وتطبيقاتها التي تسببت بزيادة هموم الشعب وبؤسه وأنينه ومن سيئ إلى الأسوء ..  إن إصلاح الواقع العراقي المُعاش يحتاج للقدرة الفذة والقيادة الناجحة، كونهما يشكلان شرطان أساسيان من شروط تسيير دفة أمور العباد والبلاد، وإصلاح ما خربته السياسة السلبية، أما الإعتماد على توصيفات جاهزة وتقديم توليفات أعتاد عليها العراقيون خلال الأعوام الماضية فمثلها مثلما يُقدمه العطَّار  لِمن ذهب بهم الزمان، وترك آثاره عليهم  فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر... ودهر العراقيون عاد لا يحتمل أكثر مما هو عليه الآن ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك