المقالات

السياسة .. والعَطار .. وأدواتها

1523 2021-11-28

  ا.د. جهاد كاظم العكيلي/ كاتب عراقي ||   لم يترك العرب موقف أو حالة إلا وضربوا لها مثلا، وصارت أمور مجتمعنا العربي مضربا للأمثال، فهي تُشخص الأمور وتوصفها على مقدار إيجابيتها أو سلبياتها، ليأخذ الناس منها العِبر والدروس في شؤون حياتهم العامة والخاصة ..  وفي الواقع أن هذا الملك، أو ذاك الحاكم، لطالما يستعينان بمضرب الأمثال في تسيير أمور الرعية، وغيرهما ممن يتولون شؤون الناس ومنها ما يتعلق في تصريف أعمالهم الدينية والدنيوية ..   وقدر تعلق الأمر بالحالة العراقية الراهنة، فإنها أصبحت مضربا للأمثال في الهجاء، كالتعبير عمَّا يكتنف الحياة من مآسٍ ومرارة وشرور مستطيرة، لأخذ العِبر من دروس الحياة، حتى أصبح حال الدنيا عند العراقيين لا تستوعب مما هم عليه الآن، لكثرة الأمثال والأقوال، وما قيل عنهم في سابق الأزمان، لا سيما  وإن حوادث الأيام  الكثيرة ومفارقاتها العجيبة على الواقع المُعاش تُشكل شواهد كثيرة ومتلاحقة من العِبر والدروس، ومنها ما فعلته السياسة السلبية العجيبة الغريبة بالعراق والعراقيين .. وأجبرت تلك السياسة صغير العراق وكبيره للإنشغال بعجائبها وعجائب  أدواتها وتوابعها، ومنها تكريس التفرقة وتخريب النفوس وتعميم الفساد وتكريس الخلاف ونهب المال والخيرات والثروات حتى إختلط الحق بالباطل، فإنتشر الجهل وكَثُر الفقر، وصارت هذه السياسة أشبه بواقع يجب التعايش معه أو هو الواقع بعينه الذي نعيشه بفعل أدوات السياسة وتطبيقاتها التي تسببت بزيادة هموم الشعب وبؤسه وأنينه ومن سيئ إلى الأسوء ..  إن إصلاح الواقع العراقي المُعاش يحتاج للقدرة الفذة والقيادة الناجحة، كونهما يشكلان شرطان أساسيان من شروط تسيير دفة أمور العباد والبلاد، وإصلاح ما خربته السياسة السلبية، أما الإعتماد على توصيفات جاهزة وتقديم توليفات أعتاد عليها العراقيون خلال الأعوام الماضية فمثلها مثلما يُقدمه العطَّار  لِمن ذهب بهم الزمان، وترك آثاره عليهم  فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر... ودهر العراقيون عاد لا يحتمل أكثر مما هو عليه الآن ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك