المقالات

القوات الامنية للشعب لا للسلطة ...

2445 2021-11-09

 

كندي الزهيري ||

 

في كافة الأنظمة السياسية في الشرق الاوسط تحديدا دول العالم الثالث، من ذات نظام سياسي ملكي او المشايخ او رئاسي، يتم انشاء جهاز امني بوليسي يحمي النظام وعناصره، مما يؤدي الى قطع الاصوات الحرية وقمع المعارضين وانتهاك حقوق الرأي والراي الاخر، في نهاية المطاف يكون شكل البلد عبارة عن سجن كبير ينتهي اما بخراب من عامل خارجي،  او ثورة داخلية،  او انقلاب عسكري دموي،

وهذا واضح في كل دول العالم الثالث من صدام الى حسني مبارك الى الاخوان المسلمين انتهائنا في السودان اليوم وغيرها، من الدول في الشرق الاوسط .

العراق اليوم بلد ديمقراطي تعددي ذات نظام برلماني يظم كافة اديان وطوائف وقوميات الشعب العراقي، اي الكل له تمثيل في الحكومة والبرلمان، رغم ذلك وجود صراعات وهذا  شيء طبيعي في العمل السياسي، لكن في العراق الصراعات خرجت عن اطارها الطبيعي المفترض، وصل بنا الحال الى تنفيذ اجندات خارجية تقوم بتدمير البلد بالكامل لحسابات شخصية ! لنرجع الى الوراء من جديد وتحويل القوات الامنية، إلى قوات مدافعة عن الحاكم للشعب ؟، في نظام برلماني تعددي! .

بينما يعيش العراق في ازمات امنية خطيرة من كافة الجهات،  من قبل منظومة ارهابية صنيعة امريكا، وان من  دور القوات الامنية مواجهة ذلك الخطر، وبما ان العراق اليوم يعيش صراع سياسي عنيف، بسبب تدخل يد الاجنبي في ارادة الشعب،  من الغريب بان تقوم السلطة بتقديم الصراع السياسي على حساب الصراع الامني الذي يعيشة البلد ؟، ولا نستغرب بان الهجمات التي حدثت في الايام السابقة لها علاقة وثيقة بالصراع السياسي، كنما العدو يحاول فتح جبهة امنية حتى تبتعد الانظار عن حقيقة الصراع السياسي،

من المستهجن بان يقوم رئيس مجلس الوزراء والمفترض به القائد العام للقوات المسلحة،  من واجبة حماية البلد من اي خطر يهدده، بعيدا عن اي حسابات اخرى، لكن ما قام به من سحب للقوات العسكرية ولاستعراض بها في شوارع بغداد،  من اجل ايصال رسالة لخصومه السياسيين، وارعاب المواطنين، هذا يدل على ان الذي يحكم اليوم هو ذات نزعة انقلابة سلطوية  ارهابية،  على مقاس المنظور الغربي الذي تبحث عنه دول الاستكبار العالمي، ان هذه القوات كان من المفترض ان تستعرض في ساحات القتال الحقيقية مع العدوا الارهابي داعش، لا مع الخصوم السياسيين!، ان هذا التصرف نتاج عقل طفولي ونفسا مريضة، ولا نشك للحظة بان ما جرى من استعراض في بغداد العاصمة كان بطلب امريكي، الهدف ايصال رسالة الى مجلس الامن الدولي والعالم، بان العراق غير مستقر وان الصراع صراع امني وليس سياسي، حتى يتمكنون من اخذ الشرعية الدولية، في البقاء وتصفية الخصوم والمعارضين للتواجد الامريكي وعملائه .

من جاء بفتنة اكيد سيخرج بفتنة لكن لن تكون سهلة هذه المرة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك