المقالات

لماذا الخوف من شيعة العراق؟!

2501 2021-10-21

 

مهدي المولى ||

 

منذ استشهاد الأمام علي ومنذ  احتلال الفئة الباغية للعراق بدا أعداء الحياة والإنسان بحرب إبادة شاملة ضد الشيعة قادتها الفئة الباغية بقيادة ال سفيان ولا تزال هذه الحرب مستمرة  حتى عصرنا واعتقد ستستمر طالما هناك مهلكة اسمها مهلكة ال سعود وكلابها الوهابية والصدامية وكل من لا يملك شرف وكرامة وكل عبد حقير مستعد ان يؤجر شرفه ونفسه او يبيعها لآل سعود فهذه المهلكة الوهابية هي الوريثة الشرعية للفئة الباغية والامتداد الطبيعي لها.

لأن التشيع حركة  أصلاحية تجديدية ودعوة للعقل وحريته والحب والعدل  لهذا كل الحركات الفكرية والسياسية والفقهية والإنسانية والحضارية والتي دعت الى حرية العقل والانطلاق منه كانت شيعية حيث بدأت بصرخة الإمام الحسين كونوا أحرارا في دنياكم وانتفاضة التوابين وثورة المختار الثقفي الذي دعا الى المساواة وإقامة العدل بين بني البشر ومئات الحركات الإنسانية الحضارية  مثل حركة المعتزلة  القرامطة وثورة الزنج  وأخوان الصفا التي غمرها ظلام الفئة الباغية برمال الصحراء بقيادة ال سفيان و الوهابية الوحشية بقيادة ال سعود وكل المفكرين ودعاة الإصلاح والتجديد خلقتهم الحركة الشيعية وهيأت لهم ظروف العمل.

فالصحراء لم تنتج سوى منظمات وحشية سوى دعوات الظلام والقتل  الفئة الباغية في صدر الإسلام والوهابية الوحشية في عصرنا هذا.

كان المنافق الفاسد معاوية ابن أبي سفيان يحقد على العراقيين ويعيب عليهم  (إن ابن أبي طالب علمهم الجرأة على السلطان) وعلمهم الحرية لا تكن عبدا لغيرك وهذه في نظر  معاوية ودينه كفر وخروج على الشريعة طبعا شريعة معاوية  لهذا أوصى أتباعه وعبيده وهو على فراش الهلاك (لا يستقر أمر العراق لكم إلا إذا ذبحتم 9 من كل 10 من العراقيين وما تبقى  اجعلوهم عبيد وجواري لكم) وهذه الوصية التزم بها الحكام الذين أتوا من بعده وتوارثها بني العباس ثم توارثها بني عثمان ويسعى الى تطبيقها بني سعود وحاول تنفيذها الطاغية المقبور صدام  حيث رفع شعار لا شيعة بعد اليوم  بتحريض  وتمويل ودعم من قبل مهلكة آل سعود  لكن شعبنا  قبره  قبل ان ينفذ خطته.

فالخوف من شيعة العراق لان شيعة العراق لا يخضعون لحاكم ظالم فاجر ولا يتملقون له  فيرون في الجهاد لا غزو الشعوب وفرض دينهم بالقوة  لهذا حرموا المشاركة في ما أطلقوا عليها الغزوات والفتوحات وكفروا كل من شارك فيها  بل اعتبروا الجهاد هو كلمة حق بوجه حاكم خليفة سلطان جائر ظالم وأفضل الشهداء هو الذي يذبح على يد الطاغية لقوله كلمة الحق فالعدل هو من أهم أصول الإسلام لهذا نرى الإمام علي يقول لا قيمة لخلافتكم إمامتكم إذا لم أقم عدلا وأزيل ظلما وقال الإمام الحسين مخاطبا الفئة الباغية في يوم ألطف الخالد والله لم أر الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.

 فالتشيع يؤمن بالعقل وحرية العقل الحر فكل أهل العلم ورواد الحضارة ودعاة الإصلاح والتجديد وكل الحركات الإصلاحية والتجديدية كانوا من الشيعة حتى الفقهاء أبو حنيفة والشافعي وغيرهم كانوا من الشيعة لكن هناك بعض الشخصيات التي حرفوا تعاليمهم  وجعلوها في خدمة السلطان وتحقيق رغباته السيئة لهذا أكلت سياط البغي أبو حنيفة لأنه لم يهادن سلطان ظالم ويتملق له في حين تلميذه الحقير أبو يوسف القضائي أكل بملاعق من ذهب لخسته وحقارته ومهادنته  للظلمة  الفجرة.

 فكان المنافق الفاسد معاوية لا يخاف إلا من شيعة العراق  فعندما فكر في تولية ابنه الفاجر الماجن يزيد كان متردد خوفا من غضب أهل العراق   فكان لا يهتم بأهل الشام او الجزيرة او مصر او المغرب بل كان كل اهتمامه منصب على العراق والعراقيين لهذا عين على البصرة زياد ابن أبيه وعلى الكوفة المغيرة من شعبه وأطلق أيديهما في ذبح الشيعة في تهجير الشيعة  في وقف ردة فعلهم  على تعين ابنه يزيد خليفة على المسلمين.

 فليس عجبا عندما ترى الوهابية كلاب آل سعود  القاعدة داعش النصرة بوكو حرام وأكثر من 250 منظمة إرهابية وهابية كلها  هدفها واحد هو القضاء على محبي الرسول وأهل بيته  في أي مكان في الفلبين  في أفغانستان في الباكستان في مصر في المغرب في نيجريا في دول أوربا في أمريكا.

  لا شك ان هذا العداء الوحشي البدوي للشيعة والتشيع اثبت بما لا يقبل أدنى شك  ان الشيعة من محبي الحياة والإنسان وأن أعدائهم سواء كانوا الفئة الباغية والوهابية او غيرهم من أعداء الحياة والإنسان وهذا هو السبب الذي دفعت  الصحوة الإسلامية الحركة الشيعية الناهضة الى قيادة الحياة رغم أعداء الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك