المقالات

بين لغة الصمت وصمت الكلام

1356 2021-10-17

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح .

 

ليس لدينا إزاء ما نمر به من إرهاصات وتناقضات وانقلابات واختلافات وظلم وفساد ونفاق سوى الكلمة .

 فإن تظاهرنا بوجه الظالمين والفاسدين والمنافقين فليس لنا غير الكلمة بها نقول ونصرخ ونطالب ومن فكر يوما أن يغادر الكلمة الى ما بعدها او الى ماقبلها سواء انزوى الى الصراع او السلاح او الحرب او ماشابه وتوافق مع اشكال العنف ومهما طال او استطال فإنه سينتهي بكلمة يتم الإتفاق عليها .

الحب يبدأ بكلمة والعشق يحبوا الى احضان كلمة والمودة والحنان والألفة عنوانها كلمات ليس الإ قبل ان تكون شيئا اخر .

فالوجدان مهما تسامى يمكن اختزاله في كلمة . والبغض والشر والحقد يبدوا واضحا عند صاحبه في كلماته فما هو الا مرهونا في ذاته الى الكلمة .

كتب السماء جميعا كلمات فما قول الله سوى كلمة وما نصائح الأنبياء الا في رحاب الكلمة .

 التفاهم في كلمة والتخاصم في كلمة . قد يخسر الأنسان دنياه كما يخسر الآخرة في كلمة .

 قد يكون ولايكون في كلمة .

 ولكن .. وآه لما بعد هذه اللكن .

 حين تفشل الكلمات وتعجز الحروف عن ابلاغ الرسالة او افهام الآخر او اقناع من لا يقتنع  .

 حين تتجرد الكلمات من معانيها فيكون الكلام بلا معنى .

 حين يبّح الصوت في آذان صم بكم لا يعمهون . حين تحكي لمن لا يسمع او لا يريد ان يسمع.

حين تلقي كلمات النصح والإرشاد والتبصير في اناس هم كالأنعام بل أضل سبيلا .

 حين تصرخ فلا صدى . وتتكلم من دون ان تلقى من يسمع او يفهم او يعقل . يحن تتجرد الأجساد من العقول وتغيب البصيرة في الأبصار وتمرض القلوب فلا جسد سليم ولا عقل سليم ولا قلب سليم .

هنا لابد من الصمت .

فالصمت موقف وبلاغة وأمر مزدان بالحكمة ومؤطر بالصبر .

 الصمت عمل ونتاج ودليل ومعنى ودلالة .

الصمت احيانا يقول ما عجزت عنه كل القصائد والكلمات والبيانات .

 الصمت صرخة .

 قد يقول الصمت كل شيء ويتحدث في كل اللغات ويسمع كل الأقوام فيما يفشل الكلام قول شيء وإن علا او تعالى او سطا وتمادى او طغى او تفرعن .

 الصمت خيار ثالث وحل وسط وامر محتوم بين الحرب والكلام فبدلا ان يلجأ الفاشلون في التفاهم بالكلمة الى الخصومة والحرب والخراب والدمار تنبري واحة الصمت حلا وملاذا وفرصة وعنوان سلام .

 أتذكر ما حدث يوما في الحرب الأهلية اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي حيث سادت لغة السلاح واصوات البنادق والمدافع حين جلس صديقان التقيا بعد فراق في مطعم لتناول الغذاء وبعد ان تناولا الطعام جاء عامل المطعم بورقة الحساب فأخذها احدهم ليدفع الحساب الا ان صاحبه رفض وقال انا الذي ادفع  .

 رفض صديقه وقال انا الذي دعوتك فانا الذي ادفع  .

 عاد صاحبه اشد رفضا وقال لا والله انا الذي ادفع .

 اخرج صديقه مسدسه واطلق عليه رصاصة في الرأس وارداه قتيلا

. ثم دفع الحساب وانصرف .

 اتمنى ان نعرف متى نصمت ومتى نتكلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك