المقالات

مستقلون ليسوا مستقلين..!

2475 2021-10-16

 

قاسم العجرش ||

 

أنجزنا انتخابات فُرضت علينا قسرا، لأنها خارج موعدها الدستوري القريب جدا، ولأنها أتت استجابة لضغوطات خارجية واضحة، ترمي إلى هدم ما تم بناؤه خلال ثمانية عشرعاما من العمل السياسي، ومن المواجهة القوية ضد المؤامرات التي استهدفت العراق كوجود تأريخي.

في هذه الانتخابات التي تحيط بها شكوك بدأت ولن تنتهي، فقد جرى فيها ما جرى، إذ خرجت بنتائج لا تنسجم مع معطيات الشارع السياسي العراقي، ولا مع منطق العقل والأشياء، وبارتباك واضح وبعد يوم واحد فقط من انتهاء التصويت، أعلنت مفوضية الانتخابات نتائج أولية، لتثبت أنها كانت على قدر المسؤولية، لكنها ما لبثت أن حذفت النتائج من موقعها الرسمي، بعد أن كاد الإعلان أن يتسبب بفتنة لا تُبقِي ولا تَذَر..

القصة ليست هنا، ولا أتحدث عن الذي جرى من ترهيب وترغيب، وخروقات بالآلاف، ولا عن التلاعب بالنتائج، ولا عن أعداد أوراق الاقتراع التي أبطلتها المفوضية دون وجه حق، ولا عن عدم تطابق الأشرطة مع النتائج المعلنة، ولا عن غياب الأمن الانتخابي تماما لصالح جهة متنفذة، ولا عن الاستيلاء على مراكز الاقتراع، ولا عن التغييب القسري للحشد الشعبي عن المشاركة بالانتخابات، ولا ولا عن وعن.. سنتحدث عن فرية المسقلين..!

فقد ظهرت قوائم وأفراد موصوفة بالمستقلين، فمن هم المستقلون؟!

إذا شحذنا ذاكرتنا بقليل من الجهد، وإذا استدعينا معلوماتنا القريبة، سنجد أن جميع من نزلوا إلى المعترك الانتخابي لم يكونوا مستقلين قط، فقد كانوا رأيين، وكانوا فاعلين في الوسطين السياسي والاجتماعي، ولا صحة لِادِّعاء أي منهم أنه مستقل، ولو فتحنا سيرهم واحدا تلو الآخر، لاكتشفنا “بلاوي” سوداء، ولَأعدْنا غطاءَ السبتَ تانكْ، بسرعة، فالروائح تزكم الأنوف..!

الحقيقة التي لم تكن صادمة، بل هي أن السياسة تعني سياسة، وأنه لا يوجد في السياسة من هو مستقل، ومن يدعي أنه مستقل فليخبرنا عن هويته، وعن معنى الاستقلال لديه، وعن متبنياته السياسية، وعن أهدافه التي يسعى الى تحقيقها، وسنجد بسهولة أنه منخرط في أتون العمل السياسي، لأنه ينتمي إلى ما يعتنق من رؤى وأفكار سياسية، وإن قال أنه لا ينتمي إلى أي جهة كانت..

بين هؤلاء من تذاكوا إلى حد الغفلة، فمنهم من أسرف بالتذاكي حتى أصبح غبيا، ليس لأنه لم يستخدم عقله بحكمة، بل لأنه غبي صورة وخط وفسفورة من الأساس، ولا حاجة لنا لإيراد أمثلة، فهي صارخة وتكشف عن غبائها الذي هو أحد أهم مواهبها، فالغباء أيضا موهبة..وإلا ما معنى أن ينزل عضو قيادي في تيار سياسي معروف وكبير، على أنه مستقل، ويكتب في أعلى بوستره الإعلاني (المستقل فلان الفلاني) ..ثعبان ينزع جلده في موسم الانتخابات..

لو هو قشمر، لو هو يعتقد أن الناس قشامر.. والقشمرة باتت فنا من الفنون المعترف بها دوليا..والدليل بلاسخارت..!

كلام قبل السلام: الحقيقة مرة أخرى أن المستقلين كذبة ابتدعها من لم يستطيعوا أن يجدوا لهم مكانا بين القوى السياسية الفاعلة، فضلا عن أنهم لا يمتلكون فكرا أو عقيدة يبنون عليها وجودا سياسيا منتجا، لذلك ذهبوا إلى إنتاج كذبة أسمها المستقلون..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك