المقالات

قانون السلطة..


 

عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

وضِعَت القوانين عادة لخدمة الانسان وتنظيم شؤون المجتمع, وهي من خلال نية واضعها تهدف لنمو ورقي المجتمع, وبناءه وفق اطر عامة لا يحق لاحد ان يتجاوزها, وان من يتجاوزها يعرض نفسه للمساءلة القانونية التي يفرضها القانون المنظم لشؤون المجتمع.

لا تختلف نية القانون في خدمته للمجتمع وفرض النظام فيه من قانون لآخر, فالقوانين الدينية والقوانين الوضعية والقوانين العرفية كلها وضعت بغية الصلاح وتعضيد الجانب الانساني في الحياة.

عادة ترسم القوانين اطر عامة لتنظيم شؤون الناس, وقد تختلف هذه القوانين من بلد لآخر, الا ان المشترك بينهما هو الهدف التنظيمي الذي ينشده القانون.

تكون الحركة داخل المجتمع ضمن الاطار القانوني, وتمارس الحريات والواجبات وتؤخذ الحقوق وتنفذ الالتزامات حسب ما يرسمه القانون في مواده, وهو بذلك لا يميز بين فرد واخر, وقد اشارت اغلب القوانين الدستورية الى عدم التمييز بين فرد واخر امام القانون, ومنها ما نص عليه الدستور العراقي ضمن الباب الثاني في الفصل الاول منه المادة 14 "العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الاصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الراي او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي.

كما ان السلطة الحاكمة في اي مجتمع يجب ان تخضع للقانون ولا تتعالى عليه, كونها المعني الاول بالالتزام بالقانون.

نلاحظ احيانا وللأسف ان هناك استخفاف بالقانون ناشئ من سوء استخدام السلطة, كما ان المجتمع احيانا ايضا يؤله من بيده السلطة, فيحظى المسؤول وعائلته وحاشيته بالتقدير والتمييز عن باقي الافراد, كما ان المسؤول وذويه يمارسون افعالا بعيدة عن القانون يكسرون بذلك حدوده ويجعلونه مَطِيَةً لتحقيق مصالحهم.

نستطيع ان نسمي هذا السلوك بانه قانون السلطة, وهو لا ينحصر بالمسؤول الاعلى فقط, ولا ينحصر ايضا بالهيكل الاداري او السياسي فقط, فنجد مثلا ان هذا القانون–قانون السلطة- يُمارس ضمن الاسرة الواحدة, حيث يمارس الابن المقرب من الاب افعالا قد تؤذي اخوته او يتجاوز على حقوقهم, وقد يجعل هذا القانون مراقب عمال يقسو ويهين العامل البسيط, وهكذا يتدرج سوء استخدام السلطة الى ان يصعد للدرجات العليا, فيحظى ابناء المسؤول واقاربه وحاشيته بالعقود والمقاولات والتعينات والتمدد في المجتمع على حساب القانون, وكلما كانت درجة المسؤول اعلى كلما كان تسلطه على الاخرين اكبر, وكلما كان النفع يعود على مقربيه وحاشيته بشكل اكبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك