المقالات

لُبابة والدور المغيب في كربلاء....

1686 2021-08-24

 

أمل هاني الياسري ||

 

·        نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/8!

·         

هناك حكمة تقول:(قد تخلو الزجاجة من العطر يوماً، ولكن الرائحة العطرة تبقى عالقة بالزجاجة، هكذا هي السيرة الطيبة) وهذه العبارة الكبيرة تنطبق على سيدة جليلة، لايتذكرها أرباب المقاتل والمجالس الحسينية، ربما لقلة المصادر التأريخية، التي لم تنصف هذه المرأة الفاضلة، لأنها في الحقيقة، شاركت مصائب أم الأحزان زينب (عليها السلام)، وقاسمتها الآم السبي والصبر، وما جرى من الطف، وهي كزوجها العباس (عليه السلام) ذابت عشقاً في الدفاع عن ثأر الله وإبن ثأره، إنها السيدة لُبابة.

قصص مشوبة بالدماء الزاكيات، وصبر إسطوري يجلس مكتظاً بالجلالة، والسمو، والزهد، وهو ما أبدعت بفعله هذه العلوية، التي ماتت وهي في( 25أو 28) من عمرها الشريف، حزناً ووجعاً على إستشهاد زوجها، ساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العباس، الذي روى ملحمة الكفالة، وصاحب اللواء، والوفاء لأخيه الحسين، فالثاني إبن فاطمة الزهراء، والأول إبن فاطمة أم البنين (عليهم السلام أجمعين)، وفي ليالي كربلاء إجتمعت الفواطم من بني هاشم، لينشرنَ العَبرة والعِبرة في مسيرة طف الغاضرية الأليم.

لُبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، زوجة العباس بن أبي طالب (عليهما السلام)، كما ذكر في كتاب إقبال الأعمال لإبن طاووس، أنها كانت زوجته الوحيدة لم يتزوج بغيرها، أنجبت له خمسة أبناء وبنت واحدة، والأولاد هم (الفضل، وعبد الله، والمحسن، والقاسم، ومحمد)، ولم يحقق في إسم البنت، وتذكر بعض الروايات أن القاسم بن العباس (عليه السلام)، إستشهد بين يدي عمه الإمام الحسين (عليه السلام) بواقعة كربلاء، وقد شهدت السيدة لُبابة يوم عاشوراء، وتوفيت على أثر المصيبة وأهوالها.

بقي أبناء أبي الفضل العباس أيتاماً بعد وفاة الأب والأم، وأمسوا بوصاية جدتهم السيدة أم البنين، التي مالبثت أن توفيت بعد واقعة الطف بسنتين، فتكفل الإمام السجاد (عليه السلام) برعايتهم، وعاشوا بكنف المعصوم، وأستقوا من قوله وفعله، وأبرز ما نقل عنه، أنه كلما دخل عليه أحد أبناء العباس، قام والدموع تملأ عينيه وينادي:إنعِم بمَنْ أوفوا عهد الله إذا عاهدوا، فقصة إيثار والدهم العباس كتبت بأحرف من نور، فقد كان الأولاد على سر جدتهم وأمهم وأبيهم.

تستحق تلك الزجاجة الدرية السيدة لُبابة، كل الإهتمام والبحث أكثر، في مدونات الكتب التأريخية التي أغفلت ذكرها، حيث أنها كانت وسط عاصفة الطف، فقدمت بسلاح صبرها وعنفوانها، نصراً يضاف لإنتصار ملحمة العطش، والوفاء، والفداء، لزوجها أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي بذل مهجته دون الحسين، لأنها من بيت أعلن إنتصاره، حتى بعد مقتل رجالاته، بقيادة عقيلة الطالبين الحوراء زينب، فسلام عليها يوم وُلِدت، ويوم إُستشهِدت ويوم تُبعَث حية، والسلام عليكن يا مَنْ حفظتنَ إرث كربلاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك