المقالات

القمة العراقية في ظل إلانسحابات الأمريكية

1528 2021-08-15

 

عدنان جواد ||

 

تنوي بغداد عقد قمة اقليمية، تجمع فيها رؤوساء دول مهمين بالمنطقة، وجهت الدعوات للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، وولي العهد السعودي، وبشار الاسد، والسيسي، واوردغان، والتاريخ في نهاية الشهر الحالي، والهدف جمع هذه الدول العربية مع دول الجوار في ميثاق او إعلان يجمعهم، للتخلص من التوتر بين هذه الدول، والسعي إلى إعادة سوريا إلى الحضن العربي، والتكامل الاقتصادي فالاستثمار لا ينجح بدون ظروف هادىة، وعلاقات متوازنة ومستقرة بين الدول، خصوصاً وأن سوريا والعراق دولتان مدمرتان وتحتاجان إلى رؤوس أموال وشركات عملاقة لاعمارها، وبدون الاتفاقيات السياسية بين الدول يصعب تحقق العمل والبناء.

إن ما يزيد من فرص نجاح هذه القمة، الانسحاب التدريجي الأمريكي من العراق، والسريع المستعجل من افغانستان بعد الاتفاق مع طالبان، والقناعة التي تولدت لدى دول الخليج وخاصة السعودية والامارات، بعد حكم ترامب الذي وضح بالقول أنه لا يحمي حليفة بدون مقابل،  وبعد أن شاهدت كيف تترك الولايات المتحدة الأمريكية حليفها بسهولة وتتركه فريسة سهلة للاخرين، كما فعلت مع ابن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، واليوم تتخلى عن اصدقائها في أفغانستان، تلك القناعة تستدعي إقامة علاقات داىمة مع الدول القوية في الجوار بدل عداءها، والاستقواء بصديق يتركك وقت الضيق، أو التطبيع مع اسرائيل وهو أمر مرفوض شعبيا ويثير الحرج للحكومات، ولا يمكن ازالة ايران أو تركيا من الخارطة الجغرافية والتاريخ، وعجزت تلك الدول بصرف الأموال وادخال المتطرفين، من تغيير منهج تلك الدول وارادات شعوبها، او تغيير قياداتها، إضافة إلى ارادة دولية متمثلة بالاتحاد الاوربي وروسيا والصين، وعلى الصعيد العربي فاغلب تلك الدول مجرد أدوات وليس حلفاء بمعنى الحليف، وأن اسرائيل وأمريكا لا يمكن أن تخوضا حرباً نيابة عن احد، والحرب على العراق عندما احتل الكويت لم يكن من أجل الكويت فقط وهي أخذت ما رادت اخذه، و لتنفيذ مخطط مرسوم.

وفي المقابل هناك رغبة ايرانية في إقامة أفضل العلاقات مع جيرانها ولاسيما السعودية، وقد اشار بوضوح الرئيس الايراني في برنامجة الانتخابي، بأنه سوف يقيم علاقات وثيقة مع دول الجوار، ودائما ما تتحدث عنه القيادة في ايران أن امن الخليج لا تحمية الاساطيل العسكرية، وانما الاقتصاد والمنافع المتبادلة بين الدول.

ولا شك أن لمصر تأثير كبير بكبر حجمها العربي، فحضورها مهم وخاصة بالضغط على الدول العربية لعودة سوريا والمساهمة في اعمارها.

لكن كيف يتم اقناع تركيا ومالذي سوف تحصل عليه، فهي لايمكن أن تقبل بعودة سوريا لسابق عهدها، واستعادة مصر لدورها في المنطقة، لذلك يتطلب جهد عراقي كبير لاقناع المترددين، ويبدو أن توجهات واشنطن لتبريد المنطقة والتوجه لمناطق أخرى في العالم ستساهم في نجاح القمة.

وفي النهاية على أصدقاء واشنطن في الداخل العراقي، الاهتمام بوطنهم ففيه تاريخهم ومصير ابنائهم، وأن الدول تبحث عن مصالحها ولا يمكن أن تضحي من أجل صديق أو حليف أو عميل، وافغانستان آخر مثال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك