المقالات

متى يشتمون محرك الدمى ؟!

1508 2021-08-11

 

حافظ آل بشارة ||

 

مازالت القوى المشاركة في العملية السياسية منذ 2003 وحتى الآن تتلقى يوميا نصيبها من الشتائم والتسقيط ، وفي كل يوم يجري نثر الشتائم في كل مكان من قبل كل الناس على اختلاف مكوناتهم مع انفعالات هائلة تصل الى حد ركل الجدران او البصاق في الهواء ، او تمزيق الملابس ، هذه الشتائم العراقية الساخنة لم تتوقف ، وهي تستهدف الحاكمين بطريقة اجمالية لتشمل حتى النزهاء ، حيث لم توجه الشتائم الى اشخاص محددين بوصفهم سراقا ونهابين ، ولكن في الوقت نفسه لم توقف تلك الشتائم عجلة الفساد المالي المذهل ، وكأن الشتائم الجماهيرية تغذيه وتنعشه ، السراق طوروا اساليبهم ونشأ جيل جديد منهم أشد ضراوة وذكاء ، واصبح فن النهب والاختلاس من الفنون المحترمة ، وينطوي على فصول متتالية فهناك النهب بأحد الاساليب الشهيرة ، تليه عملية تبييض الاموال وتهريبها او تسجيلها باسماء مقربين لافراغ الذمة !

صحيح ان الفساد في ادارة الدولة رافقه الفشل الشامل ، ولا يمكن للفساد والفشل ان يفترقا ، والسؤال المهم الذي يخطر على البال في هذا الصدد : هل ان ساسة البلد واغلبيتهم الفاسدة وحدهم مسؤولون عما حل بالعراق من خراب ام ان لهم شريكا او حاضنة او ملجأ؟ والجواب : ان الشاتمين والباصقين لا يرون سوى الدمى المتحركة ولا يرون من يحركها ، ولو كانوا واعين لابصروا محرك الدمى الذي يختفي وراء الستار ، لو كانوا واعين لابصروا الخيوط التي تحرك تلك الدمى ، الشعب مسكين لأنه مسروق الحقوق ، ومسكين لأنه يشتم الدمى ويترك المحركين ، ومسكين لأنه كلما ازداد وابل الشتائم ازدادت حدة الفساد ، وتصاعدت ارقام الموازنات التي ذهبت الى جيوب تلك الدمى ، اقتراب الانتخابات ادى الى غزارة نثار الشتائم حتى وصل رذاذها الى وجوه أناس خيرين ، اصبح الخيرون مستهدفين من قبل الجمهور الذي يضعهم في خانة الفاسدين ، ومستهدفين من قبل الفاسدين الكبار لأنهم عدو حقيقي ، بينما بقي محرك الدمى قابعا تحت سقف كوخه لا يذكره احد بسوء خوفا او جهلا او لاسباب اخرى والله اعلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك