المقالات

سيحرقون جثثنا ويحتفظون برمادنا في قوارير..!

1947 2021-08-09

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

العلاقة بين السياسة والدين أمر ذو أهمية وحساسية بالغة، في المجتمعات المعاصرة عامة والإسلامية على وجه الخصوص، وتغذي هذه ألأهمية المصطلحات السياسية المتداولة، التي هي عبارة عن سلسلة بعضها يكمل بعض، وبعضها الآخر يكشف عند مدلولات لمصطلحات أخرى، تكون هي الأخرى معبرة عن مضامين سياسية، او فكرية أو ثقافية..

يجري منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن أو أكثر؛ تداول مصطلح الإسلام السياسي، وهو مصطلح لا يستخدمه إلا أعداء الإسلام، وهدفه شيطنة العمل السياسي بين صفوف المسلمين، لكي تستفرد بهم القوى العلمانية والليبرالية والإلحادية، والغاية النهائية هو إماتة الإسلام برمته، خدمة للمخطط الماسوصهيوني، الذي يسعى الى السيطرة على العالم كله، وتطويع البشر تحت القيادة "المسيحية الصهيونية".

للامام الخامنئي رؤية مهمة في هذا الصدد، فهو يرى أن"مدرسة فصل الدين عن السياسة، ومحاربة الاسلام السياسي، هي نتاج الجهد المخابراتي البريطاني الامريكي"..ومعلومة ما هي اهداف هذا الجهد الموجه نحو العالم الإسلامي.

مع أن الإسلام منهج للسلوك وطريق للحياة، بمعنى أن الإسلام عقيدة كاملة تصلح لقيادة المجتمعات، وتحتوي على تفصيلات واسعة لكيفيات إدارة حياة المسلمين، فضلا عن عباداتهم ومعاملاتهم، ومن بينها نوعية النظام الحاكم، وصلاحياته وواجباته وحدوده، إلا أن خبائث العلمانية والليبرالية، وصنوهما المدنية، تسعى لتجزئة العقيدة الدينية لدى المسلمين بشكل خاص، وذلك في إطار الصراع بين الأديان.

مصطلح "الإسلام السياسي"، عنوان إبتدائي لفكرة فصل الدين عن الحياة والسياسة، وهي فكرة إنطلقت من الغرب الأوروبي ـ الأمريكي، الذي عاش ظروفاً تاريخية اصطدمت فيها دين الكنسية المسيحية مع كل مكونات الحياة، كالعلم والسياسة، وإستخدامها في محيطنا الإسلامي، جزء من عملية ترسيخ خطاب الكراهية والإقصاء؛ ضد الحركات الإسلامية.

 كانت الكنيسة سيدة كل شيء في الغرب المسيحي، وتحرك الجيوش فهي تسن القوانين وتنفذ الأحكام وتعين الأباطرة، ويعني ذلك سلطة لا محدودة للكنيسة، وكان البابا يوزع صكوك الغفران مقابل المال، ولذلك كان لا بد في عصر العلمنة من إخراج المنظومة الكنسية بأكملها، من دائرة الفعل والتأثير في الحياة العامة ، وقصر الدين على الطقوس والعبادات، فقد تمادت الكنيسة كثيرا وصارت عائقا أمام الإزدهار.

عبارة"السياسي السياسي" توحي بأن السياسة ليست جزءاً الإسلام، وتؤسس الى أن الإسلام كدين، لا علاقة له بالحياة السياسية، بمعنى أن الحركات السياسية الإسلامية، تتحرك في مضمار السياسة دون غطاء شرعي، وأنها تعمل بغطاء ديني للوصول إلى الحكم، وتحقيق أهداف لا علاقة لها بالدين، أي أن أهداف السياسة ليست من أهداف الدين.

الغرض من هذا المصطلح الخبيث؛ هوحصر مفهوم الدين بالتدين الشخصي، أي أداء الصلاة بانتظام، واستشارة الإمام أو الفقيه في مسائل شخصية، قراءة أدبيات دينية، وكذلك السماح بالإسلام الشعبي؛ كزيارة أضرحة الأولياء، والإشتراك في المواسم (الحفلات الدينية الشعبية)، واللجوء إلى الطب الشعبي، وليس التنعاطي مع الدين كمرشد في القضايا الإقتصادية والتجارية، أو كمرشد في القضايا الإدارية و السياسية.

التكرار الدائم والطرق على الرؤوس بمصطلح "الإسلام السياسي"، وشيوع مفهوم فصل الدين عن السياسة، وتحويله ال احد المقبولات المعتادة إسلاميا، سيؤدي الى تحويل الدين الإسلامي الى مادة تراثية، وشيء من الذاكرة السحيقة، يعني بأمور بسيطة.

كلام قبل السلام : سيكون عنوان الأسلام الأبرز، هو كيفية دفن الموتى..وهذه هي الأخرى سيتم التدخل بها بعد إستتباب الأمر للعلمانية، وسيأتي زمن يتم فيه حرق جثث موتى المسلمين، ووضعها رمادها في قوارير..لأن الأرض ثمينة ويحتاجها الأحياء..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك