المقالات

المطلوب انتخابات توحد الوطنيين

1406 2021-08-06

 

حافظ آل بشارة ||

 

الانتخابات توحي دائما للشعب بأن جميع السلطات القائمة سوف تتغير ، وسوف تقود النخبة الجديدة المنتخبة البلاد اربع سنوات ، فتصلح ما فسد من الامور وتكمل نواقص التجربة الديمقراطية ، وسوف ينفذ التحالف او الحزب الفائز رؤيته في ادارة الدولة ، وعادة تتنافس الاحزاب في تقديم البرنامج الافضل لخدمة الشعب ، فالحزب الذي يريد كسب الجمهور يجب ان يتبنى مطالبه ، فالجمهور له مطالب والاحزاب لديها رؤية مطلبية ايضا ، وكل هذا يجري في البلدان المستقلة التي تملك قرارها وتحكم نفسها وتفكر بمصالح شعبها ، اما البلد المحتل فالامور فيه كلها تجري بشكل آخر ، لأن فقدان السيادة والاستقلال وحرية القرار يجعل البلد تابعا ومقيدا ، والمحتل هو صاحب القرار ويفكر بمصالحه قبل التفكير بمصالح البلد الواقع في قبضته ، فالدول الكبرى عندما تحتل بلدا تريده ان يبقى ضعيفا سياسيا وامنيا واقتصاديا ، وتريده ان يفقد هويته الثقافية ويقلد ثقافة البلد المحتل ، وكل الذي يريده المحتلون في النهاية منع ظهور جيل مقاوم في البلد ينادي بالتحرير وهذا مطلب اساس .

اذن ماهو هدف الانتخابات التي تجري برعاية الاحتلال ؟ اذا كانت التنمية الشاملة ممنوعة والبناء والاعمار والاستثمار ممنوعا ليس بقانون او بأمر بل ممنوع عن طريق رعاية الفساد وتسليم الادارة بأيدي الفاسدين ،  يجب ان يبقى بلا بنى تحتية ولاخدمات . ان هناك سببا واحدا يجعل الناس يتفاعلون مع الانتخابات التي تجرى برعاية الاحتلال ، وهو شعورهم بالأمل بأن يدخل الشرفاء في الانتخابات ويصبحوا جزء من البرلمان والحكومة ويعملوا لأجل شعبهم ، وشعورهم بالأمل بأن القوى المجاهدة الشريفة تدخل بقوة وتتعاون من اجل ادارة شؤون شعبها مع وجود الهيمنة الاجنبية ، ولا يستطيع الاحتلال استخدام ادواته للتخريب اذا استطاعت القوى الوطنية المخلصة ان توحد صفها وتشكل جبهة وطنية للمقاومة السياسية فيكون الاحتلال مجبرا على احترامها والنزول عند رغباتها ، بامكان القوى المخلصة الفائزة في الانتخابات ان تشكل الحكومة وتوفر اغلبية في البرلمان ، وتفرض خياراتها على الاحتلال ، لكن لنكن واقعيين هل توجد قوى وطنية في العراق حاولت لغاية الآن ان تشكل جبهة سياسية تهدف الى اعادة بناء الدولة وفرض هيبتها والعمل بالقانون والاهتمام بالشعب وقضاياه ؟ نعم يوجد مخلصون نزهاء اكفاء واصحاب تأريخ وآخرون افرزتهم الانتخابات السابقة ، وكانوا حاضرين في الساحة لدورات عديدة وان كانوا قلة لكنهم كانوا غير منظمين سياسيا ، ولم يحاولوا ان يوحدوا صفهم ويعملوا كحزب او تيار مطلبي له الياته ، وكانوا يتعرضون للتهديدات العلنية والسرية لذا كان دورهم محدودا .

اذا كانت الانتخابات المقبلة مثل سابقاتها في طريقة الاجراء والنتائج وطريقة تشكيل الحكومة والتوافقات والمحاصصة فلن يتغير شيء ، وسوف ترحل كل المشاكل والمعضلات السابقة الى الدورة المقبلة بتفاصيلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك