المقالات

كل السيوف قواطعا إن جردت

1799 2021-08-04

 

سامي التميمي ||

 

 ماذا تعني الدولة وماهو شكلها ومفهومها . الدولة هي تنظيماً مستقلاً ذات استقرار نسبي تقريباً، وظيفته تسيير حياة المجتمع وضمان عمله وديمومته  على نحو منسجم. ويتجلى هذا التنظيم في عدد من المؤسسات الإدارية والقانونية والأقتصادية والسياسية والأمنية  التي تنسجم وتتطابق

مع متطلبات وأهداف المجتمع.

 عندما ولى الأمام علي ع   . (مالك الأشتر  ) . على مصر وهو القائد المعروف بشجاعته وقوته وحكمته ونزاهته . وهو صديقه وأول من بايع الأمام علي ولكنه فرض علية تلك الشروط والتي أصبحت درسا ً من دروس الحقوق والعدالة ومنطق الدولة المحفوظ في مقر هيئة الأمم المتحدة وفي لوحة الشرف وكانت تلك القوانين شرعية وقد كتبت بدقة وموضوعية وصرامة  وبدون محاباة أو أستحياء . وهذا منطق الدولة مخاطبا له :

( وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان .  إمّا أخ لك في الدين، أونظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك  . وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم )  .

 ومن مكارم أخلاقه وعدله ومنطق الدولة التي أسسها ، أنّه نزل ضيف عند الإمام الحسن ع فاستقرض رطلاً من العسل من (قنبر  ) خازن بيت المال، فلمّا قام الإمام علي ع بتقسيم العسل على المسلمين، وجد  زقّاً  منها مفتوحا ًوغير محكم وناقصاً ، فسأل قنبر عن ذلك، فأخبره بالأمر، فاستدعى ولده الإمام الحسن، وقال له بنبرات تقطر عتبا ًوغيظاً :  (ما حملك على أن تأخذ منه قبل القسمة .  أليس لنا فيه حقّ، فإذا أخذناه رددناه إليه ) وسكن غضب الإمام، فقال لولده الزكيّ بلطف وحنان وتعليم له وللرعية  : ( فداك أبوك، وإن كان لك فيه حقّ، فليس لك أن تنتفع بحقّك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم.  ) ثمّ دفع إلى قنبر درهماً وقال له: (اشتر به أجود أنواع العسل الذي تقدر عليه ) فاشترى قنبر العسل، ووضعه الإمام في الزقّ وشدّه بأحكام .

عندما نشرعن لأنفسنا قوانين وأمتيازات لاتنسجم مع متطلبات العدالة والحقوق الألهية والمدنيةوالدولية المتعارف عليها في الكتب السماوية والدساتير العالمية ومبادئ حقوق الأنسان الدولية .

نكون قد أنحرفنا . عن الطريق الطريق السوي . وأسسنا لقاعدة من الفوضى والضياع والأستهتار .

عندما تتعرض في فترة من فترات الحكم السابق لظلم وحرمان وتهميش وأقصاء . هذا لايعني أن لك الحق في الأستيلاء على السلطة وثروات ومقدرات البلد وقيادة مؤسسات الدولة وتأسيس جيوش وقلاع وخدم وحشم والأستفراد بالرأي والقرارات وتهديد الناس .هذا منطق للادولة .

تمكين وتغليب دور  الأحزاب والكتل والفصائل والعشائر  وتأسيس جيوش ومليشيات . والأستيلاء على أموال الدولة والشعب تحت مسميات الحرمان والتهميش والجهاد والمظلومية . هذا منطق للادولة .

فرض الأتوات على العقود والشركات الناس وتعيين عناصر الكتل والأحزاب في دوائر الدولة ومؤسساتها وتخريب وحرق الدوائر بدوافع الحقد والتسقيط الأحزاب مع بعضها ، وتكميم الأفواه وأستهداف العناصر الكفوءة والنزيهة . هذا منطق اللادولة.

أدارة الدولة علينا  أن نفهمها بدقة وشعور بالمسؤولية . بجب أن تكون للخبراء في أدارة الدولة والتنمية الأدارية والأقتصادية . وأن يخضع للشروط والقوانين والمعايير العلمية والنزيهة .

تعلموا الدروس والعبر من الماضي . ماذا عمل الحكام الطغاة ، من قبل وكيف أسسوا  لجيوش وحراس وقصور وقلاع وأموال . لم ينفعهم شئ ،

سيوف الشعب أقتصت منهم .

ولا تأمنوا  ، فكل السيوف قواطعاً إن جردت .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك